قصة للعبرة
زعموا أن كاميرات عديدة وضعت في أحد المحلات، دخل أحدهم وقد بهرته رؤية الاشياء الثمينة المعروضة؛ فأخذ يعبث بكل ما هو فاخر في هذا المحل، ولم يجد رقيبا ولا من ينهاه؛ فتجرأ وبدأ في أخذ بعضها، وكل من في غرفة المراقبة ينظرون إليه في ذهول؛ فقد وضع بعض هذه الأشياء في حذائه ، وبعضها داخل قميصه، بل والتهم بعض الشكولاته الفاخرة؛ فقد أغراه عدم وجود من يمنعه، ثم بدأ في الخروج واثقاً من نفسه،وكانت المفاجأة حيث منعه أحد رجال الأمن من الخروج، وعندها تساءل باستخفاف ماذا هناك؟
ماذا تريدون؟
وأقسم أنه لم يفعل شيئًا يدينه.
أشار إليه رجل الأمن بالتزام الهدوء من أجل الزبائن، واقتاده إلى حجرة صغيرة فيها عدد من الشاشات والرجال المراقبين، ثم عرضوا عليه شرائط مصورة، فرأى يديه وهي تسرق، وفمه وهويأكل، وقميصه وهو يشهد، ويالهول ما رأى، فإن من في الصورة هو شخصياً، ولم يشهد عليه إلا جوارحه، فبدأ بالتوسل والاعتذار...
هذه الكاميرات من صنع البشر.
فما بالنا بمن خلق الله لمراقبة خلقه في السر والعلن، فسبحانه يرانا في كل سكناتنا وتحركاتنا، و الكثيرون غرتهم الدنيا وافتتنوا بها... وكأن لا أحد يراهم ولا أحد يسمعهم! هكذا تكون الغفلة عما ينتظرنا: (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[سورة الحاقة 18]، (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)[سورة اﻹسراء 14]، (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[سورة النور 24]. فلا تكونوا من الغافلين.
منقول