على لسان إبن الخطاب عندما فُقد خير الورى:
ليسَ البكاءُ وإنْ أُطيلَ بِمُقْنِعي الخطبُ أعظمُ قيمةً من أَدْمُعِي تاللهِ ما جارَ الزّمانُ ولا اعتدى بِأَجَلَّ مِن ذاك الْمُصابِ وَأَوْجَعِ فُقِدَ النبيُّ فَأَظْلَمت كُلُّ الدُنى والحُزن حَلَّ بِكُلّ قَلْبٍ موجَعِ ما زال بِالقرآنِ فينا هاديايهدي الأنامَ بنورِهِ الْمُتَشَعْشِعِ
بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله
لقد كنت تخطبُ الناس على جذعِ نخلة، فلما كثرَ الناسُ اتخذوا لك مِنبرا، فَحَنَّ ذلك الجذعُ إليكَ حتى وضعتَ يدكَ الشريفةَ عليه فسكتْ
فأمتُكَ أَولى بالحنينِ إليكَ
بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله
إن الله جعل طاعتكَ طاعتَهُ
فقال "من يطعِ الرسولَ فقد أطاعَ الله"
بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله
لقد دعا نوحٌ على قومهِ فقالَ: ربِّ لا تَذَرْ على الأرضِ من الكافرينَ دَيّارا. وانتَ قد ضُرِبتَ وَأُخْرِجتَ وَأوذيتَ وشُجَّ وجهُكَ وَكُسِرَتْ رُباعِيّتُكَ ولم تَزِدْ على أن قلتَ "اللهم اهْدِ قومي فإنهم لا يعلمون". ولو دعوتَ علينا لهَلَكنا.
بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله
لقد تَبِعَكَ على قِصَرِ عُمُرِكَ وقلة دعوتك، ما لم يتبع نوحا على طول عمره وطول دعوته فآمن معك كثير وما آمن معه إلا قليل.
بأبي أنتَ وأُمّي يا رسول الله
يا سيدي يا رسول الله..