يا رفيق؛
في قابلِ الأيَّام، ستسمعُ من يسخرُ من ثباتِ الرجال القائم علىٰ ركامٍ من الدَّمِ والأشلاء، سيلومونَ صاحبَ الحَق، وسيأتي من يقول: كانوا، ثمَّ بادوا، وما كانَ أغناهم عن ذلك. فلا تبتئس!
والذي لا إله غيره، إنَّا لنثقُ بموعوده.
لو فنيَ الرجالُ عن بكرةِ أبيهم - عياذًا بالله - لما زادَنا ذلكَ إلا يقينًا: أنَّ الله شرفهم، واصطفاهم لنصرةِ دينه، ومقدَّساته، وكرامة خلقه، وقد أعذروا إلىٰ الله، وحملوا علىٰ كاهلهم شرف أمَّةٍ مهدور..!
وليأتينَّ الله من يسيرُ علىٰ ركابهم، ويكملُ ما بقي عالقًا، فالفكرةُ لا تموت، والحقُّ لا يسقطُ بالتَّقادمِ ولو تمالأ علىٰ دفنه الشَّرق والغرب، فلا استسلام، حتىٰ يمنَّ الله بالنَّصرِ الحتمي، وإنه لآتٍ آتٍ؛ ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمون!