*أوصيكم بتقوى اللّه و مخافته فهي الاساس لكل عمل و أوصيكم بالصلاة في وقتها و أوصيكم بالمساجد فهي حصوننا المنيعة وقلاعنا الشامخة ولا تنسوا الدعاء فهو سلاحنا و ذخرنا و عتادنا...*
*بسم الله الرحمن الرحيم* *اللهم صلِّ على محمد وآل محمد*
*لا يدري المرء أين يسوق الله قدره، وكيف يخيط له تفاصيل حياته... لا يفهم المرء لم يضع الله عز وجل في قلبه شعورًا يربطه بمن قد يكون لم يلتقه يومًا أو حتى سمع باسمه...* *شعورٌ غامض غريب، تنتفض فيه الروح وتشتعل...* *إنّما هذه بركة الشهداء، الذين يطلون على أرواحنا، بريشة إيمانهم وعشقهم، لوحةً خلّابة مزج ألوانها النّور الإلهي، ورسم حدودها أهل البيت عليهم السلام.*
*هكذا هو الشهيد علي دقماق، حبيب الإمام الرّضا عليه السّلام.*
*شاهدت في المنام أنّ في آخر حيّ ضيّق بسيط، يقع ضريح الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، وأنّ الإمام عليه السلام يسكنه كما لو كان بيته. في مقابل الضريح، قبر الشهيد علي، يكاد يكون ملاصقًا له.*
*في كلّ يوم، يدخل الشّهيد الضّريح، ويجلس بجانب الإمام علي الرضا عليه السلام الّذي يتربّع وسطه. يستمع له (عليه السّلام) الشّهيد بكلّ جوارحه وهو يوكله بمهامٍ تقع مسؤولية تنفيذها على عاتقه: جهادٌ للصهاينة والتّكفيريّين هنا، ومساعدةٌ لفلان وقع في ضيق هناك، وأخذٌ بيدِ ضالٍّ هناك إلى نور الحقّ والهداية.* *ثمّ، وبكلّ بكلّ شوقٍ وشغف، يخرج الشهيد خارج ضريح الإمام عليه السلام، وهو يصرخ على مدى صوته صادحًا بهيامه بإمامه (سلام الله عليه)، مصرّحًا بأنّه هو من أمر بشهادته، وأنّه أراده كذلك حتّى يظلّ جنبه ويؤدّي هذه الأدوار العظيمة.*
*فسلام الله على من عبروا على الصّراط كالبرق الخاطف، وجاوروا من هوت قلوب النّاس إليهم، فصاروا أقمارًا تعكس ضياء الشّموس الطّالعة، شموس أهل البيت (عليهم السّلام) السّاطعة.*
*ڪنتُ اتحرّق شوقاً لزيارة سيّد الشّـ.هداء(ع) وبحالة يرثى لها لأنني لم أزره منذ مدّة طويلة وأرى من حولي كيف يتهيّأون للرحيل..كان الشّوق يذبحني عندها...وإذ بخميني قد أقدم وقال لي:*
*"لن تشعر بجمال الزيارة إلا عندما يحرقك الإمام ثم يحرقك ثم يحرقك ثم يقول لك هيا تعال..هكذا تذهب إليه ملهوف.."*
' *"أوصيكم بقراءة زيارة عاشوراء وزيارة وارث، وبعض الآيات القرآنية كل يوم قدر المستطاع، واهدائها إلى الشـ.هداء. وأرجو منكم المسامحة والمعذرة، ولا تنسوني من الدعاء"*
*سألوه: من أنتم؟* *ڪانوا مجموعة من الصحافيين الذين اختبأوا في مبنًا شهدوا فيه على وقائع الملحمة في خلدة، فشدّهم الفضول...* *أجاب: "نحن الخمينيون"* *فأثار فضولهم أڪثر، لڪنّه ڪانَ ينظر في ڪلمته للمستقبل، وترك لهم أفقَ التفڪير بمفاجآته حين عبّروا عن دهشتهم لسماعهم بالاسم للمرة الأولى فقال لهم: "من الآن ستسمعون بهذا ڪثيرًا".*
*ڪانوا عشرة في الأوزاعي، عشرة من بين أولئك الفتية الخمنيين، وڪانوا جميعًا لله، اجتمعوا تحت لواءه وفي ڪنف السيد بميثاق عهدٍ قطعوه على أنفسهم "مقارعة العدو حتّى الشهادة"، ثم بعدها صاروا يرحلون تباعًا أمام عينيه، حتّى أتمّ الشّوق من عمره سنين، ثلاثون وزد عليها أعوامًا قليلة، فشرّعوا جميعًا أيديهم لاستقباله، ورحل إليهم..*