«يا رب علّمنا الرِّضا مثلما علمت آدم الأسماء كلّها، ثم علّمنا الحمد على ماسَرّ من أحوالنا وساء. إهدنا للطريق الذي لا نلتفت للوراء فيه، مفوّضين كل أمورنا لك مطمئنين.»
“أنتَ لا تفهم الأمر على حقيقته، أنا لا يُخيفني الفشل ولا ضياع الجهود سُدى. لا يعنيني في نهاية الأمر أن لا أُحقق شيئًا، ليس هكذا تُقاس الأشياء عندي! لكن ما يرعبني حقًا اختفاء الرغبة، أن أستيقظ يومًا فأجد هذا الشعور في صدري قد انطفأ، هل تعرف مالذي يعنيه هذا الشعور لشخصٍ مثلي؟ أن يتلاشى وهج الرغبة، وأن أنظر للأشياء حولي ولا أشعر بشيء.. أنا لا يهمني أن يراني الناس كناجحٍ أو فاشل، عالمي بأكملهِ يدور داخل عقلي، معاركي أخوضها في هذا العالم الذي يخصّني وحدي، لكن إن رأيتني يومًا مُنطفئًا كموقد مهجورٍ لا أشعر بشيء، فهذا هو انتهاء الحياة بالنسبة إليّ.”
ولو تأمَّلت في اللحظات، والأماكن، والتفاصيل، ستجد أنّها لا تحمل قيمة بذاتها، فهي محض جمادات وأوقات عابرة، إنّما تستمدّ قيمتها ومعناها مما نمنحهُ لها من أرواحنا وذواتنا، وفي مَن يُشاركنا إيّاها، وما نصنعهُ فيها من ذُكريات طيّبة تمدّها بالمعنى والحياة
ولو كنتُ شخصًا آخرًا لما تمنّيتُ إلّا أن أكون أنا، لا لأني أعتزّ بذاتي ولا لأنّ الحياة علّمتني كيف أفتخر بي، إنما لأنّي وحدي من صنعتُ نفسي، وحدي من قاتلتُ المشاعر والأفكار، الذكريات والخيالات والدموع والضمير، لا لأكون شخصًا آخرًا، إنما لأكون أنا.
«أوصيك باستنطاق الجمال في كل شيء، بتأمل الكون بعين المُحبّ المقبل، مخلوقات الله، صنعة يديك، إيماءات المحيط، نغمة الصباح على نافذتك، اكتظاظ الحياة في الشارع، حفاوة الأعين، ارتباك اللغة، قصائد النور المنسلّة من شقوق النباتات، فالمرء متى صح عين قلبه رأى ما لا يرَ سواه؛ فآنس وأطرب.»