"ستمضي أقدارنا على كلّ حال كانت وكنا؛ فلنجعلها تمضي ونحن في تمامِ الرضا عنها، فَلَرُبما ثوابُ رِضانا عنها يُرضينا.. لأن مهما ضاقت نفوسنا وقتلنا التفكير؛ للهِ سبحانه حساباتٌ أوسع، وإنّا له وإليه أسلمنا وعليه توكلنا".
﴿إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا﴾ "يُجازي الله تعالى المؤمن على صدق قلبه، ونقاء صدره، وصفاء نيّته، وحبّ الخير لغيره، فيُسخّر له الأحداث ويسوق له المواقف والأشخاص من حيث لا يحتسب، حتى إنّ الخير ليأتيه من أبواب شتّى لم يتوقع يومًا أنّها ستفتح له ولو طرقها دهرًا".
وأسألك من فضلك وتوفيقك أن لا أنوي شيئًا إلا نلته، ولا أسلك طريقًا إلا وصلت لغايتي منه، ولا أطرق بابًا إلا فُتحت لي أبواب الخير فيه، ولا أجتهد بشيء إلا باركت لي به، اللهُمَّ أنت القادر فبشّرنا وبلّغنا تمام فرحتنا على خيرٍ وسِعة.
"ياربّ، لك الحمد ملءَ ما أنعمْتَ وأجزلت وأعطيتَ، لك الحمد مُذلّل الصِّعاب وغامِر الهِبات، لك الحمد شكرًا وامتنانًا، لك الحمدُ أفضالك لم تزل تَتْرى، لك الحمد إقرارًا بفضلك، واعترافًا بعظيم كرمك".
"اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، و أصلح لنا دُنيانا التي فيها معاشنا، و أصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، و اجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، و اجعل الموت راحةً لنا من كل شر".
رحم الله من نتذكرهم في كل مواسم الخير والطاعة، نتذكر فرحتهم بها، وحديثهم عنها، وإقبالهم عليها، وأكثر مايربط على القلب، أنهم رحلوا وهم متخففين من الذنوب، يخافون الله، ويرجون ماعنده، كانوا ذاكرين شاكرين، اللهمَّ اجعل قبورهم روضةً من رياض الجنَّة، يهب عليهم نسيمها وينعمون بنعيمها.
﴿فمَا ظَنُّكمْ بِرَبِّ العَالَمِين﴾ والله ما ظننا إلا خيرًا، ولم نرى إلا لطفه، كان بنا حفيًّا، ما خاب من طرق بابه بالدعاء، ولم نعد بعد الدعاء إلا ببرد اليقين الذي يشفي الصدور.