فكادت أن تتقاعس من أجل رضيعها المظلوم، عندها حصل شيء لم يتكرر في تاريخ الأرض إلا أربع مرات! فلقد تكلم ذلك الرضيع، وقال لها: "يا أماه اصبري فإنك على حق" ثم انقطع صوته عنها بعد أن ألقوه في الزيت المغلي، لتختلط عظامه بعظام إخوته الأربعة، فها هي عظامهم يلوح بها القدر، ولحمهم يفور به الزيت، لتنظر المسكينة الى هذه العظام الصغيرة وهي تتذكر أطفالها الصغار يمرحون بين يديها، ثم اندفع أولئك المجرمون نحوها وأقبلوا عليها كالكلاب الضارية، وقبل أن يلقوها في الزيت المغلي، التفتت إلى فرعون وقالت: "لي إليك حاجة" فصاح المجرم فرعون: "ماحاجتك؟" فقالت: "أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد" فقال فرعون وهو يقهقه: "لك ذلك" فألقى الجند بها في الزيت المغلي، لتستشهد في سبيل اللَّه، وتختلط عظامها بعظام أطفالها الصغار. . . . . . وبعد ذلك بما يزيد عن ١٥٠٠ سنة وبينما رسول اللَّه مع جبريل في ليلة الإسراء والمعراج، وإذ به يشتم رائحة طيبة، فيسأل جبريل عنها قائلأ: "مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ يَا جِبْرِيلُ؟" فيجيبه جبريل: "هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ بِنْتِ فِرْعَوْنَ، وَأَوْلادِهَا" ! ولكن وبعد هذا الإجرام الذي ارتكبه فرعون، أكبر مجرمٍ عرفته البشرية، ما الذي حدث له؟ وما هي العقوبة الربانية الفريدة من نوعها التي التي لم ينزلها اللَّه إلا عليه؟ وكيف اختفى هذا الفرعون ليظهر عام ١٨٨١ م مجددًا؟ وكيف كان ظهوره سببًا لبزوغ نجم عظيم جديدٍ من عظماء أمة الإسلام المائة؟ يتبع. . . . .