أذكر جيدًا كيف كانت بداية هذا العام، بداية مُفعمة بالأمل والرغبة والحماس! وبأولئك الذين تمنيت أن يبقوا معي في أعوامي القادمة وبالأحلام التي أقسمنا يومًا على تحقيقها معًا. «اليوم أُكفّر عن قَسَمِي».
قد كان عامًا عرفتُ فيه زوايا احتميتُ بها من الخوف والقلق والغربة، وأيامًا لم أستطع النوم فيها بسبب السعادة المُفرطة، وأخرى لم أغفو فيها أكثر من ليلة متواصلة حتى أهلكني التفكير!
لذا لا أستطيع أن أقول وداعًا لأن كل تلك الأشياء عالقة بقلبي وذاكرتي سأبدأ عامًا جديدًا بمفردي على أمل أن نلتقي في عامٍ آخَر أقل قسوة وأكثر خِفة ورحمة إلى اللقاء..
ربما بعاديّتك رغم إغراء المبالغة، بنهوضك وأنت أضعف من محاولة أخرى، شجاعتك بمواجهة الصفر من جديد، تفهّمك للحكمة وإن تخفّت في وجع، أختيارك المستمر بأن تكون شخصًا أفضل.. كلها صورٌ لبطولتك.
لم أتعلّم الكُره يوماً قط ولن أُرهِق روحِي بهذا الشعور فإمّا صديقٌ أو حبيب وهو ليس هذا ولا ذاك فمَا عاد سِوى غريبٍ لايُمثل شيئاً على الإِطلاق فكيف لهُ أن يعتذر .
تَعَلَّم الإتمام.. أن تُتِمَّ ما بدأت، وتُنجز ما خَطَوت، وتُكمل ما خَطَّطتَ له! لا تكن مبتورًا، منقوصًا، أشتاتًا هنا وهناك، في الطّريق ستختلف الرّؤىٰ، ستتغيّر الأحداث، قد تَترُك أمرًا وتأخذ آخر، لا تنسَ؛ بعضُ التَّرك إتمام، لكن أدرِك متى تترك، ومتى تُمسك، متى تُكمل ومتى تقف 🪐.