#رسائل_مرابط_نصح_وارشاد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- يسأل أخ إي الأعداد خير، وبما نبدأ؟قال ربنا سبحانه وتعالى {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}
أ- هذا يندرج في انواع وميادين كثيرة من الاعداد كلٌ حسب ثغره نذكر منها ما يناسب حالنا وليس على سبيل الحصر، أذكر فيما يلي ما يهم الاخ المجاهد النخبوي الذي يقاتل في سبيل نصرة هذ الدين.
1
) إعداد القلب: وهذا الاعداد يأتي بالمرحلة الاولى التي يجب الاعتناء بها وبتذكير بموعود الله تعالى والتذكير بمنازل الشهداء وحب الشهادة وتذكير بفضائل الأعمال التي تعين قلب المسلم على تحمل الشدائد وتحمل الصعاب ومن اجل رد الشبه والارجاف وتخذيل وهذا الباب له اهله ولكن يجب ان يكون الاخ الميداني داعي للخير اين ما حل يذّكر اخوانه انهم على ثغر عظيم ويذكرهم (يا عباد الله فاثبتوا)
وأصبح الأخ يقلّبُ ناظريه فيُدْمي قلبه انتكاساتٍ في رفاقِ دربِ الاستقامة، ويلتفتُ فيرى فتنا كقطعِ الليلِ المظلمِ كأنها الكلابيبُ على جسر جهنم، فيصيحُ بأخيه المسلم الثابت "يا عباد الله فاثبتوا".
وعندما يرتفعُ صوتُ النفاق(مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا) فإن للربانيين أن يعلو أصواتَهم بـ "يا عباد الله فاثبتوا".
وإذا كان الناسُ يُمتحَنون في عصر النبوة مرة أو مرتين فإنهم اليومَ يُمتحَنون في العام ألفا أو يزيد، وهذا يكون
أولا : تجديدَ الإيمانِ بهذا الدين : وملأَ القلبِ منه باليقين ، نعم .. اليقينُ التامُ بصدقِ وأحقِّيةِ ما نحن عليه ، والإيمانُ الجازمُ بصواب ما نعتقده ، فمن امتلأ قلبه إيمانا بعقيدته وقناعةً بصحةٍ منهجه ، لم تُزعزعه الخطوب ، ولم تُثنه الكروب ، وهذا هو موقفُ النبيُ صلى الله عليه وسلم في دعوته ، حين حاربه الأقاربُ قبل الأباعد ، وطوردَ وشرِّد ، وحوصرَ وقوطع ، وطلبَ للقتل واجتمع عليه الأحزاب ، لكن ذلك لم يُثنه عن مراده ، حتى بلَّغ دين الله ، وكذلك كان أصحابه رضوانُ الله تعالى عليهم ، قُيِّدوا بالحديد ، وقُطعت أجساد بعضهم ، وصلبَ آخرون ، وأُذو ، ومستهم البأساء والضراء وزلزلوا ، فلم يزدهم ذلك إلا صلابةً في دينهم ، وثباتا على منهجهم ، وصدقا في سيرهم إلى الله حتى لقوا ربهم على ذلك " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " وهذا نتاجُ الإيمانِ واليقين ، والقناعةِ والتصديق ، والثقةِ بما هم عليه ، وكذلك كان السلفُ الصالحُ بعدهم ، ويكفيك مثالا ثباتُ الإمام أحمدَ رحمه الله عند الفتنة ، وما ذاك إلا بالعقيدةِ الراسخة بما يؤمنُ به من صواب ، أما أهلُ الخَورِ والشك وضعيفي الإيمان فهم الذين إذا أصابتهم مصيبة رجعوا على دينهم باللائمة ، يُقلبونَ بحيرةٍ في ثوابته ولو كانوا يعقلون لتفقدوا أنفسهم كيفَ يدينون ، لعلموا أن دينَ الله كامل ، وأنْ لا صلاحَ حقيقةً بغيره في كلِّ زمان ومكان ، بلا استثناء ولا تجزئة " اليوم أكملت لكم دينَكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " إلا أن النقصَ يحصُل من أحدِ أمرين : إما عجزٌ وجهل عن تطبيقهِ التطبيقَ الصحيح أو لأجلِ شهوة وهوى يمنعانِ إرادةَ التطبيق في أيِّ تفاصيلِ الحياة مهما صغُرت أو كبُرت ، وعلى هذا المركبين الجهلِ والهوى أسرجَ بعض المنافقين بِغالهم فشدوا على الإسلامِ وأهله ، وأظهروا مكنونَ صدروهم وما كانت تُخفي قلوبُهم ، في وقتٍ أحوجُ ما تكونُ فيه الأمةُ إلى تثبيتِها على دينها والمحافظةِ على إسلامها وهُويتِها وتماسُكِها ووحدتِها .
إن المجتمع بجميعِ طبقاته ، بحاجةٍ إلى إعادةِ الإهتمام بتقريرِ أساسِ هذا الدين ، من عقيدةِ وتوحيد ، ودعوة إلى تبصيرِ الأمة وتوجيهها ، بإِرساء قضايا الإيمانِ بالله وشريعته بعيدا عن مظاهرِ الغلوِ والتطرف أو التساهُلِ والتميُّع المفضي إلى الإرجاء أو بعضِ صوره .
إن ترسيخَ معاني الإيمانِ والاعتقاد ، واليقينِ والثقة يُنتجُ العملَ الصالح والولاءَ لهذا الدين ، والصبرَ عليه والثبات حتى الممات ، مهما عصفتِ الفتنُ أو ادلهمَّت الخطوب ، ولقد مرّت بديارِ الإسلام أزماتٌ شديدة ونكباتٌ عديدة ، انتهت فيها الخلافةُ الراشدة ، وسقطت الدولةُ الأمويةُ والعباسية وغيرُ ذلك ، ومع كلِّ هذا : فلم يُورث ذلك في نفوسِ المسلمين شكا في عقيدتهم ولم تدفعُهم إلى التطلُّع إلى ما عند أعدائهم من أفكار ومبادئ وأساليبَ حياةٍ وأنماطِ سلوك تُخالفُ شريعتَهم ويأباها دينَهم ، ولم يروا الحقَّ إلا في دينِ الله عقيدةً وسلوكا ونظامَ حياة ، وهذا هو معنى الاستعلاء في قول الله عز وجل " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم