📚 #أحـاديـث_نـبـويـة 📚فضل سورة البقرة وآل عمران
(اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما ، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ).
قال مُعاوِيةُ : بَلغني أنَّ البَطَلَةَ : السَّحَرَةُ. [وفي رواية] : غير أنَّه قالَ : وكَأنَّهُما في كليهما ، ولَم يذكُر قَول مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي.
#الراوي : أبو أمامة الباهلي
#المصدر : صحيح مسلم
📝 #شـرح_الـحـديـث ✏️🍃 قِراءةُ القُرآن فيها الخيرُ والبركةُ لمَنْ يَقرأ ؛ فهو حبلُ اللهِ المَوصولُ ، وفيه النَّجاةُ يومَ القيامة ، والحَصانةُ من كَيدِ السَّحرةِ في الدُّنيا ، وخاصَّةً سُورَةَ البقَرةِ وآلِ عِمرانَ.
وفي هذا الحديث يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :
● "اقرؤوا القرآنَ" ، أي : اغتنِموا قِراءتَه ، وداوموا عليها.
● "فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ" ، أي : يتمثَّل يومَ القيامةِ بصورةٍ يراها النَّاسُ ، كما يجعل اللهُ لأعمالِ العبادِ صورةً ووزنًا ؛ لتُوضَع في الميزَان.
● "شافعًا لأصحابِه" ، أي : يَشفعُ لقَارِئيه ، الَّذين يَقرؤونه مُتَدَبِّرين له ، عامِلين بما فيه ، وكرَّرَ "اقرؤوا" ؛ حثًّا على قراءة سُوَرٍ مُعَيَّنَة ، وتأكيدًا لِخُصُوصِيَّتِهَا في الشَّفاعة.
● "الزَّهْرَاوَيْنِ" ، أي : المُنِيرَتَيْن ، وسُمِّيَتا الزَّهراوين ؛ لأنَّهما نُورَانِ ، أو لكثرة أنوارِ أحكام الشَّرع والأسماءِ الحُسنَى فيهما ، ولا شكَّ أنَّ نُورَ كلامِ اللهِ أَشَدُّ وأكثرُ ضياءً ، وكُلُّ سورةٍ مِنْ سُور القرآنِ زهراء ؛ لِمَا فيها من أحكامٍ ومواعِظَ ، ولِمَا فيها من شِفاءِ الصُّدور ، وتنويرِ القلوب ، وتكثيرِ الأَجرِ لِقارئها.
● "البقرةَ ، وآلَ عِمرانَ" ، أي :
#خصوصا البقرة ، وآلَ عمران.
● "فإنَّهما تَأْتِيَانِ" ، أي : تَحْضُران ، أو تتصوَّران بثَوابِهما الَّذي استحقَّهُ التَّالي والقارئُ العاملُ بهما ، والإتيانُ هنا مَحمولٌ على الحَقيقة ولكن كيفَ يشاءُ اللهُ تعالى.
● "كأنَّهما "غَمامتانِ" ، أي : سَحابتان ، تُظِلَّانِ صاحبَهما عن حَرِّ الموقفِ ، وإنَّما سُمِّيَ غَمامًا لأنَّه يَغُمُّ السَّماء ، أي : يَستُرُها ، "أو غَيايتان" ، الغَيايةُ : كُلُّ ما أَظَلَّ الإنسانَ فَوق رأسه ، من سحابةٍ ، وغيرِها.
● "أو كأنَّهما فِرْقانِ" ، أي : طائفتان ، وجماعتان.
● "مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ" وهي جماعةُ الطَّيرِ الباسِطةُ أجنحَتَهَا ، والمرادُ أنَّهما يَقيان قارِئَهما من حَرِّ الموقفِ ، وكَربِ يومِ القيامة.
● "تُحاجَّانِ عن أصحابِهِمَا" ، أي : تُدافِعان الجحيمَ والزَّبانيَة ، أو تُخاصمانِ الرَّبَّ ، أو تُجادلان عنهم بالشَّفاعة ، أو عِند السُّؤال ، إذا لم يَنطق اللِّسانُ ، وأَطْبَقَتِ الشَّفَتَان ، وضاعتِ الحُجَجُ.
👈 #وقوله : "اقْرَؤُوا سورةَ البقرةِ" ، تخصيصٌ بَعْدَ تخصيصٍ ؛ فإنَّه عمَّم أولًا بالقُرآنِ كلِّه ، ثم خصَّصَ الزَّهراوين ، ثم خصَّ البقرة ؛ دَلالةً على عِظَمِ شأنِها ، وكبيرِ فضلِها.
● "فإنَّ أَخْذَها" ، أي : المواظبة على تِلاوتِها ، والتَّدبُّرَ في معانيها ، والعَمَلَ بما فيها.
● "بَرَكَةٌ" ، أي : زِيادةٌ ، ونماءٌ ، وَمَنْفَعَةٌ عظيمةٌ لِقارئِهَا.
● "وَتَرْكَهَا حَسْرةٌ" ، أي : تلهُّفٌ وتأسُّفٌ على ما فاتَ مِنَ الثَّواب.
● "ولا يَسْتَطِيعُهَا" ، أي : لا يقدِرُ على تحصيلِهَا ، وَعَدَمُ الاستِطاعةِ عِبارةٌ عَن الخِذلان ، وعدمِ التَّوفيق لتلاوتِها.
● "البَطَلَةُ" ، أي : السَّحرةُ ، والمقصودُ أنَّهم لا يستطيعون قِراءتَها ؛ لِزيغِهم عَنِ الحقِّ ، وانهماكِهم في الباطل ، أو أنَّهم لا يستطيعون دَفْعَها ، واختراق تَحصينِها لِمَن قَرَأَهَا ، أو حَفِظَهَا ؛ فهي حِصنٌ لقارئها وحافِظِهَا مِنَ السِّحْر.
👈 #وقيل : البَطَلَةُ : أصحابُ البِطالة والكُسَالَى ؛ فإنَّهم لا يستطيعون حفظها ، ولا قراءتها ؛ لطولها ، ولتعوُّدهمُ الكسل.
#وفي_الحديث :
⊙ الحثُّ على قراءة القرآن ، وفضيلةُ سُورة البقَرة وآل عمران ، وعظم سورة البقرة خصوصًا.
📚 #الموسوعة_الحديثية 📚https://dorar.net/hadith/sharh/26869