"ومتى رأيتَ في نفسك عجزًا فسلِ المُنعِم، أو كسلًا فالجأ إلى المُوَّفِق، فلن تنال خيرًا إلا بطاعتهِ، ولا يفوتُك خيرٌ إلا بمعصيته، ومَنِ الذي أقبلَ عليه فلم يرَ كلَّ مرادٍ لديه؟ ومَنِ الذي أعرض عنه فمضى بفائدةٍ، أو حظي بغرضٍ من أغراضهِ؟"
لما كان صلاح الوجود بالعلماء، ولولاهم كان الناس كالبهائم بل أسوأ حالا، كان موت العالم مصيبة لا يجبرها إلا خَلَف غيره له. وأيضا؛ فإن العلماء هم الذين يسوسون العباد والبلاد والممالك، فموتهم فساد لنظام العالم؛ ولهذا لا يزال الله يغرس في هذا الدين منهم خالفا عن سالف، يحفظ بهم دينه وكتابه وعباده.
وتأمل إذا كان في الوجود رجل قد فاق العالِم في الغنى والكرم، وحاجتهم إلى ما عنده شديدة، وهو محسن إليهم بكل ممكن، ثم مات وانقطعت عنهم تلك المادة! فموت العالِم أعظم مصيبة من موت مثل هذا بكثير، ومثل هذا يموت بموته أمم وخلائق.