● تربية الأبناء وتنشئتهم على حب شعيرة الجهاد
عبد الله بن الزبير كان ينشئه أبوه على معاني الجهاد، وكان يأخذه معه في الغزوات، وعبد الله بن الزبير كان صغيراً عمره إحدى عشر سنة ما يطيق القتال، فكان أبوه يجعله على فرس ويوكل به رجلاً يمسكه حتى لا يقتحم؛ لأن عبد الله بن الزبير كان رجلاً شجاعاً، مع أنه صغير، ولد شجاع، فكان يوكل به رجلاً فيمسكه، فماذا يفعل عبد الله بن الزبير، لما انهزم المشركون كما روى ابن المبارك في كتاب الجهاد، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير أنه كان مع أبيه الزبير بن العوام يوم اليرموك، فلما انهزم المشركون حمل فجعل يجهز على جرحاهم "عبد الله بن الزبير عمره إحدى عشر سنة" ، ينظر أين جريح الكفار فيجهز عليه؛ لأنه ما سمح له أبوه يدخل المعركة لصغر سنة، لكنه يراقب يرى الطعان والقتال في أرض المعركة، فلما انتهت المعركة يمر على جرحى الكفرة فيجهز عليهم،
وعندما يكون أولاد المسلمين ينشئون هكذا يسمعون أخبار المجاهدين وأحوالهم ; الولد يتحمّس يقول: متى أجاهد؟
عبد الله بن عمر يُعرض على النبي أربعة عشر سنة يرده، خمسة عشر سنة يقبله، وهكذا.