● البارحة زارني ثلاث إخوة دعاة إلى الله عز وجل
من جملة الحديث ذكروا لي أنهم عادوا مريضاً في بيته، المريض عنده شلل بأطرافه الأربعة طريح الفراش منذ عشر سنوات بسبب حادث سير،
يقول الأخ :
حين دخلنا إلى البيت رأينا الرجل أمامه التلفاز يشاهد إحدى القنوات الخليعة، فلم يرضَ على نفسه وكابر أن يغير القناة حتى أنه لم يحترم ضيوفه الدعويين وأبقى الصورة ذاتها، فبدأنا بمحادثته، ثم اعترف إلينا أنه لم يصلّ فرضاً منذ إصابته وزجته كذلك،
فصدمنا لحاله وبعده عن ربه،
حينها ; لم نذكره بأهمية الصلاة ولا حكم تاركها ولا ما يترتب على تاركها في دنياه وآخرته، إلا أننا ذكرناه بعظمة المولى جلّ جلاله،
فما تكلمنا بكلمتين عن جلال الله وقدرته وملكوته إلا وقد صاح بامرأته وأمرها بإغلاق التلفاز
ثم تغير وجه الرجل فجأة، فقمنا إليه ووضأناه ثم صلّى فرضه، ثم استأذنّا وخرجنا،
بعد يومين يمر بي رجل ويقول لي : فلان الذين زرتموه قبل يومين يناديكم في بيته، فذهبنا إليه وإذ به وامرأته يبكيان، فقال لنا : منذ أن ذهبتم ودموعي وزوجتي لم تفارق عيوننا، ثم تشكّرنا على تذكيرنا له بالله وعودته إلى الطريق الصحيح بعد أن كان ضالاً عنه.
بعد فترة من زيارتنا لهذا الرجل ; التقيت بإمام المسجد المجاور لبيته، وقصصت عليه تلك الحادثة وكيف أن الله عز وجل هدى هذا الرجل وزوجته من طريق الضلال إلى النور بسبب زيارة في الله،
فحزن الإمام حزناً شديداً وقال : سنين وأنا أقيم الصلاة في هذا المسجد وخطبت كثيراً من الخطب ; لكن هذا الرجل لم ينتفع منها ولم يهتدي بها مع أن بيته بجوار المسجد، لكن الذي غيره زيارة في الله تذكره به، وأنا منذ أن بدأت الإمامة في هذا المسجد لم أدخل بيته في زيارة مريض فضلاً عن دعوة إلى الله عز وجل،
نستفيد من قصة هؤلاء الدعاة ثلاثة أمور :
الأول : أهمية عيادة المريض، وتذكر أخي أنه من حق المسلم على المسلم، وتذكر أيضاً الحديث القدسي في فضل عيادة المريض :
إن اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ، كيفَ أعُودُكَ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟! قالَ: أَمَا عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ؟ أمَا عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟
رواه مسلم
الثاني : الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، فهؤلاء الدعاة لم يعنّفوا الرجل لتركه الصلاة فضلاً عن مشاهدته تلك القنوات الخليعة، بل جاؤوه بخلق القرآن.
الثالث : فقه الدعوة إلى الله تعالى، فربّ كلمة في عظمة الله جلّ جلاله وقدرته ; تغني عن عشرات المواعظ والخطب.
🪶 حبر شامي