إذا تركت صيام التطوع لشهيتك، وأجلت قيام الليل لتعبك، وتركت سنن الصلاة لاستعجالك ، وبخلت عن الصدقة لحاجتك، وهجرت القرآن لانشغالك، وأجلت التوبة لغفلتك، فعن أي سباق إلى الجنة تتحدث!!
عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أيعجزُ أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟) فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: ( يُسبِّح مائة تسبيحة، فيُكتب له ألف حسنة، أو يُحَط عنه ألف خطيئة ).
تمر علي كل التفاصيل بقلق وبشئ من التعقيد...أذكر الله وأتمتم بالصلاة على النبي، أستخير وأفعل ما يمكنني فعله وفي رأسي حسابات وسيناريوهات معينة..
ثم يُقضى الأمر..مراتٍ عبر المسارات التي أردتها وسعيت فيها، ومراتٍ أكثر من طرقٍ لم تخطر ببالي ولم أتحرك فيها أصلاً! وفي كل مرة قلقٍ يتعلم قلبي الإطمئنان! أقول لقلبي انظر إلى سابق صنيع الله بنا! اهدأ!
بعد كل مرة أحدث نفسي: ولقد مننا عليك مرة أخرى مرة أخرى؟! بل مرة عاشرة...المرة الألف!
منُّ الله لا يكاد ينقطع عني! يربط على قلبي ويعلمني كيف أطمئن وأهدأ وأهمس كلما لاح تعقيدٌ أو هم جديد: كلا..إن معي ربي سيهدين.
ولا تبتلينا بذنبٍ أو عيبٍ كرِهناهُ في غيرنا، ولا تُغيِّر علينا حالَنا إلا لأحسنِه . . وأعنَّا على أنفُسِنا لنسعى دائمًا إليك، فلا نُفتَن أو تزِلَّ قدمٌ بعد ثباتِها يا ربّ🤍✨️.
فالنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا، والرب يدعو عبده إلى خوفه ونهي النفس عن الهوى. والقلب بين الداعيين، يميل إلى هذا الداعي مرة، وإلى هذا مرة. وهذا موضع المحنة والابتلاء.