"لقد خِفْتُ أَن لا تَقنَعَ النَّفْسُ بعدها
بشيءٍ مِنَ الدُّنْيا وإنْ كانَ مَقْنَعا
وأَعْذِلُ فيها النَّفْسَ إذ حِيلَ دُونَها
وتَأْبى إليها النَّفْسُ إلّا تَطَلُّعا
سَلامٌ على الدّنيا فما هِيَ راحَةٌ
إذا لم يَكُنْ شَمْلي وشَمْلُكُمُ معَا
ولا مَرْحَبًا بالرَّبْعِ لستُمْ حُلولَهُ
ولو كانَ مُخْضَلَّ الجَوانِبِ مُمْرِعا
فماءٌ بلا مَرْعًى ومَرْعًى بِغَيْرِ ما
وحيثُ أَرى ماءً ومَرْعًى فَمَسْبَعا
لعَمْري لقد نادى مُنادي فِراقِنا
بِتَشْتيتِنا في كُلِّ وادٍ فأَسْمَعا
بِكُلِّ بِلادٍ أم بِكلِّ مَظِنَّةٍ
أخو أمَلٍ مِنّا يُحاولُ مَطمَعَا
كأَنّا خُلِقْنا للنَّوى وكأنّما
حَرامٌ على الأَيّامِ أن نَتَجَمَّعا".
الصّمّة القشيريّ.