لو رأيت رياح الأسحار تُحرِّك أشجار القلوب فتقع ثمار المحبة! يا لذَّة خلوتهم بالحبيب، يا فوز نصيبهم من ذلك النصيب
لو رأيتهم بين ساجد وراكع، وذليل مخمول متواضع، ومنكسر الطرف من الخوف خاشع، فإذا جنَّ الليل حنّ الجازع ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾
نفوسهم بالمحبة عُلِّقتْ، وقلوبهم بالأشواق فُلِقت، وأبدانهم للخدمة خُلقت، يقومون إذا انطبقت أجفان الهاجع ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾
يبادرون بالعمل الأجل، ويجتهدون في سدِّ الخلل، ويعتذرون من ماضي الزلل، والدمع لهم شافع ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾
كن يا هذا رفيقهم، ولج وإن شقَّ مضيقهم، واسلك ولو يومًا طريقهم، فالطريق واسع ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عنِ الْمَضَاجِعِ﴾
📚 - ابن الجوزي رحمه الله، التبصرة (٢/٣٠٠)