أتمنى من الله في العام الجديد أن ازور بيت الله الحرام في شبابي، أن أكون في صفوف الساعين، أن أناجي الله بكل ما يتمناه قلبي، بمجرد وصولي سأنطلق من مكان لأخر، سألمس الكعبة لأول مرة في حياتي والأبتسامة على وجهي، أريد أن أشعر بشعور الراحة، فاللهمَّ زيارة إلى بيتك فواللهِ القلب يشتاقُ إلى مكةِ.💛
من أعظم نعم الله عليك، وأكثرها نفعا لك: أن يبتليك ببلاءٍ تنقطع معه كل أسباب الأرض لديك، ويزول معه كل رجاءٍ -دون رجائه- من نفسك، فتتوجه -حينئذٍ- بكُلِّيتك إليه، وتدعوه وقد سقط من عينك كل أحدٍ دونه، فيلهج لسانك حينها بدعاء المخلصين، ويتجرد القلب من حظوظ الشركاء مع الله، فلا يصبح رجاء ذلك القلب إلا من الله وحده، ولا خوفه إلا منه، ولا توكله إلا عليه، ولا طمعه إلا في رضاه وحده ولو سخط عليه البشر أجمعون.
فأيُّ فضلٍ -يسوقك الله إليه- أكبر من ذلك الفضل؟ وأيُّ نعمةٍ أكبر من رحمةٍ على صورة ابتلاء، يقدّرها عليك مولاك، فتسير بك -من حيث لا تشعر- إلى طريق النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين؟
وأيُّ حرمانٍ يُحرَمه من يُقدّر الله عليه بلاءً ليعينه فيرتفع به لتلك المنزلة العالية، فلا يزيده ذلك البلاء إلا تسخطا وتأففا، واعتراضا على ما فيه فوزه وفلاحه لو كان يعلم... ولكن أكثر الناس لا يعلمون.