أعلم والله..
تحمل في صدرك حرصًا على أن تكون أفضل ممّا أنت عليه، وتحمل هَمًّا لبناء بيتٍ دافئٍ يُحبّه الله، وتحمل فكرةً طالما فكّرت بها وقَلّبتها وتُريد لها أن ترىٰ النّور يومًا، وتحمل غيرةً على أُمّتك، جراحها، مُصابها، شبابها، وكُلّ ما فيها ويَسكُن بين ثناياك طفل لا تريد لقسوة الحياة أن تُشوّهه
تَراك دائم التّفكير، مشتّتُ الذّهن أحيانًا، ضَيّق الصّدر أحيانًا أخرىٰ! تُكابِدُ جدولًا حتّى يُنجَز، وتُلاحق تراكمًا حتّى يَتِمّ، في داخلك حرارة لا تهدأ، وتحمل سكونًا لا يشتعل! كأنّما تجمع الأضداد فيك! أوصيك بألّا تفقد اليقين، ألّا يفتُر الإيمان فيك، ألّا تستصغر خطوة، أن تُقدّر انتصاراتك الخَفيّة!
أوصيك بالتَّعَب المصحوب بالعمل، والغرس المُظَلّل بالأمل، لا يُطفئنّ أحدهم شُعلَتك، ولا تَنظُرَنّ لنَتاجٍ قريب، هذه يَدُك، خذ بها فسيلتك، صدّقني ستَبلُغ المراد يومًا، فحاول دومًا، وودّع نومًا، واجعَل الصّدق رفيقك، والإخلاص أنفاسك، ما خاب مُحاولٌ صادقٌ مُخلِص! لله أنت.