نقطة البداية لكِنها النهايةُ حقًا!. الرابعة صباحا وخمسون دقيقة
ثلاث ساعات قبل اللقاء بين أليس وغابرييل
رن هاتف الغرفة
٣٠٨ في فندق غرينويتش ست مراتٍ قبل أن تُرفع السماعة.
- «ألو ...»، أجاب صوت ثقيل خرج لتوه من نوم عميق.
- «هنا مرکز استقبال المكالمات یا سید کوین. يحرجني أن أقلق راحتك، إلا أن ثمة مكالمة: شخص اسمه توماس غريك يود مكالمتك، لقد أخبرني أن الأمر لا يحتمل الانتظار ».
- « أوكيه، حول المكالمة إلى الغرفة ». قالها بحنق!.
- «غابرييل؟ ألو غابرييل!»، كان الصوت يصرخ في الهاتف.
نهض کوین من على السرير ووضع سماعة الهاتف على أذنه
- «طاب يومك يا توماس».
- «أريد رأيك حول مريضة معينة».
- «في الخامسة صباحًا؟ أذكرك يا توماس أننا لم نعد شرکاء!» .
ـ «هلَّا سمعت مني اولًا!، من فضلك؟ إنها حالة الزهايمر في سن مبكرة، وستجذبك! بعث لك بالملف القي نظرة عليه »
كان غابرييل يقوم بتفحص الملف وقراءته على شاشة حاسوبه.
« أليس شافر، شابة فرنسية في الثامنة والثلاثين من عمرها، أخذ يتصفح الملف بدقة وبسرعة ايضًا. كل التحاليل والراديوهات تؤكد صحة التشخيص واصابتها بالمرض»
انتقل إلى الجزء الأخير من الملف كان عبارة عن معلومات حول شخصية أليس شافر وذُيل بمقالات صحفية فرنسية مترجمة لفتت انتباهه احداها، مكونة من أربع صفحات: «لقد طاردت الشرطية الشابة قاتل سفاح نشر الرعب في العاصمة الفرنسية سنة
٢٠١١ ، ولكنها تحولت، هي الأخرى، إلى واحدة من ضحاياه».
تجمد الدم في عروق غابرييل لما قرأ أن السفاح بقر بطنها، وطعن ابنها في بطنها طعنات عدة، قبل أن يتركها شبه ميتة وسط بركة من الدم. وبلغت المأساة ذروتها حين تعرض بول زوجها لحادثة سير قاتلة حين علم بحادثة زوجته وكان في الطريق للالتحاق بها في المستشفى»
أحس بالغثيان بسبب هول الصدمة
ـ « انتظر!!». قالها قبل أن يُقفل الخط .. «ماذا تنتظر مني تحديدًا؟».
- «مساعدتك، لأني في ورطة حقيقية، اااخ حسنًا سأتكلم معك بشكل مباشر لقد فرت المريضة من المستشفى مساء أمس ي غابرييل».
- «اهربت؟!!».
- «قمت بتحرياتي. إنها في نيويورك الآن، وأنت كذلك هُناك، إنني أطلب منك ذلك كصديق. يجب أن نصل إليها قبل الشرطة ي غابرييل».
ـ «زودني بمعلومات أكثر حولها. قرأت في التقرير أنك زرعت لها قبل أربعة أيام مولدًا تحت الجلد، لكنكم لم تنجزوا الشطر الثاني من العملية بزرع منفذ كهربائي؟».
- «لأنها أصيبت بحالة جنون مفاجئة! فقدت كل صلة بالواقع. وإذا أضفت إلى ذلك فقدانها للذاكرة .... »
- «ماذا تقصد؟». قاطعه غابرييل.
- «تعاني المريضة من فقدان الذاكرة بالنسبة إلى كل ما له علاقة بالحاضر بسبب رفضها للمرض. فعقلها يرفض كل الأحداث التي تلت إخبارها إنها مصابة بألزهايمر»
- «اتعني أنها لم تعد تخزن أية ذكريات جديدة؟» .
- «ولا ذكرى واحدة، تعود ذاكرتها إلى النقطة نفسها دائمًا. إنها لا تعرف أنها مريضة وتعتقد كل صباح أنها في الأمس»
- «الفارق يكمن في أن هذه الفتاة لا يظهر عليها أنها مريضة على الإطلاق. إنها حادة الذكاء، وذات طبع خاص».
تنهد غابرييل مستسلمًا. واضح جدًا أن حالة هذه الفتاة لغز محير.
- «حسنًا، أنا موافق، وسأذهب لأرى إن كنت أستطيع العثور عليها».
- «لكنّي لا أعدك بشيء!»،
ـ «ستنجح في ذلك أعدك» قالها توماس متحمسًا.
بعد مضي الساعتين في البحث،
وصل إلى مكان مُحاط باشجار كثيفة،
اقترب غابرييل بحذر.
إنها أليس شافر نفسها، نائمةٌ ومتكورةٌ على نفسها
اشتغل عقله بسرعة، ليؤلف سيناريو محبوكًا.
الوقت محدود، وعليه أن يسرع قبل أن تستيقظ.
بحث عن رقم هاتف فندق غرينويتش الذي كان فيه، فكتبه على كف أليس بقلم الحبر الجاف، راجيًا أن لا تستيقظ في تلك اللحظة، نزع سترته ومزق بطانتها کي يصنع منه ضمادة. ثم شمر عن ساعده ونحت الرقم السري لفتح قفليّ حقيبة طبية تركها في الفندق.
انحنى بعد ذلك إلى ذراعها وأخذ يغير بحذر تاریخ ساعتها، أعاده أسبوعًا إلى الوراء.
أصبح التاريخ يشير إلى
٨ أكتوبر بدلًا من ١٥ أكتوبر.أغلق الأصفاد على يده اليسرى، ويد أليس اليمني.
إنهما الأن غير قابلين للانفصال. اضطجع بدوره على المقعد، أغلق عينيه، وترك نفسه يميل ببطء نحو جنب أليس.
نجح ثقل الجسد الذكوري في أن يخرج أليس من نومها العميق.
الساعة تشير إلى الثامنة صباحًا.
وبدأت المغامرة.
ـ
بوت