تعليقًا على الكثير من الماجريات المتتابعة:مرَّ أكثر من أربعمائة يوم على بدء الإبادة الجماعيَّة لإخواننا في غزَّة، التي نشارك نحن فيها بشكلٍ رئيسي.. ولا زلنا نشاهد، أو نتجاهل، ونتناسى.
الظلم؛ مكروهٌ في ذاته، ونصرة المظلوم مأمورٌ بها في ذاتها، سواءٌ كان هذا المظلوم كريمًا أو حقيرًا، نحبُّه أو نكرهه. رضي بالبغي علينا أم لم يرضى.
والكثير من المشاكل المجتمعيَّة التي تُثار؛ لا ينبغي التطرُّق لحلها وإصلاحها بدون جعل الاستبداد السياسي سببًا رئيسًّا فيها، لن تنتهي إلا بانتهائه.. أمَّا الاتفاق الجماعي على تجاهل هذا العامل الرئيسي؛ فهو عبثٌ وتفريغ غضبٍ وخلافات داخل المناطق الآمنة.
لا أقول أن كل مشكلة هي بالضرورة لابُدَّ لن تحلَّ أو تقلَّل مفاسدها على الأقل بدون التوحُّد حول ذلك الهدف، ففي الواقع هناك من المشاكل ما يمكن تقليل مضارِّها وآثارها على الناس، أو حلِّها بتجاهل هذا السبب ذو الحلِّ صاحب الكلفة العالية. ولكن ليس تلك المشاكل هي ما يتحدث فيها الناس.
ولا ينبغي لمن قالوا «هي للّٰه» أولًا، أن يتركوا الحقَّ والعدل انتصارًا لحظِّ أنفسهم وتشفيًّا آخرًا.
هذا صعبٌ شاقٌّ خاصَّة مع الآلام المستمرة، والجروح التي لم تندمل، والثأر الذي لم يتحقَّق، أو العفو الذي لم يرتجى، ولكن جزاء من قالوا «هي للّٰه» ينتظرونه في الجنَّة، لا في الدنيا. ولا يجازون الظلم بظلم مثله، فهم متسامون أبدًا عن ذلك. لا ينتظرون من سوى ﷲ ﷻ حاجةً أو جزاءً.
نحن عباد الحقِّ، وأُمَّة العدل، الشهداء على غيرنا من الأُمم الذين الذين ابتعثنا ﷲ لنكون؛ قوامين بالقسط، شهداء للّٰه.. مأمورون بالعدل والإحسان.
وخصمنا في النهاية؛ لا يكون أعزلًا، فإن كانت جريمته كبيرة، فإنَّه أحقر من أن يكون ذا كبير تأثير.
الخصم دائمًا: هو حامل السلاح، لا الأعزل.
وبالمناسبة: لن تتغير هذه النتيجة لو كان منطقك مصلحيًّا نفعيًّا برجماتيًّا بشكلٍ بحت.
وأخيرًا: هذا وثائقيّ شاهدته اليوم، يتحدث عمَّا حدث لما سقط حائط رفح؛ الذي يقسِّم رفح إلى رفحين، ويقسم الأهل إلى شقَّين، فدخل أهلنا المجوعون من الحصار بكرامةٍ وعزَّةٍ وكبرياءٍ وتعفف؛ قضوا حاجتهم، ورأوا أهلهم، ثم عادوا إلى مساكنهم.
[
https://youtu.be/FDYfDxLGQoQ?si=Ut182nXYuczWxdye]
شاهدوه..
ثم اعلموا أننا من نحاصرهم اليوم، ونمنع عنهم الغذاء والدواء،
بل.. ونقتلهم بأيدينا وأيدي اليهود الكافرين المعتدين.
ويا أسفى على زمانٍ سقف مطالبنا فيه إدخال الغذاء والدواء...
والسلام على من كان سلامًا على المؤمنين في كل مكان.