...
فيديوهات الزلزال هي في حد ذاتها زلازل…
زلازل في رسائلها..
زلازل في مشاهدها…
زلازل في عظاتها، وآثارها في النفوس.
فيديوهات الأطفال الرُّضع الذين أبقاهم الله رغم موت آبائهم وإخوتهم…زلزال يهز النفس هزا في أمر الحفظ الإلهي!!
فيديوهات العفيفات اللاتي أبَيْن الخروج بغير حجابهن ولو مُتْنَ في أماكنهن…زلزال لا ينبغي أن يمر وقعه سريعا على نفوس النساء المحجبات وغير المحجبات!!
فيديوهات الأطفال والكبار الذين كانوا يتوجعون لفوات بعض أوقات الصلاة عليهم، رغم ما كانوا فيه من كرب وضيق زلزال ينبغي أن يهز قلوب المتذبذبين في أمر الصلاة هزا!!
فيديوهات الصابرين والمحتسبين كل عوائلهم وأموالهم عند الله رغم فداحة المصاب وعِظم البلاء…زلزال يجعل الذين يقضون أعمارهم حزانى على فقد بعض أموال هنا أو فقد عزيز هناك يستحون من أنفسهم!!
مشهد البنت الحانية على أخيها رغم الحطام على جسمها النحيل…
مشهد الرجل الذي كانت ابنته ترفض أن يحملها أبوها على ظهره شفقة عليه من آلام الظهر التي كان يعاني منها لأربعة أشهر قبل الزلزال..
مشهد الممرضة التي هرعت إلى غرف الأطفال المرضى لتوقظهم وتحملهم وإن أدى ذلك إلى موتها!!
مشهد الممسك بيد ابنته المتوفاة تحت الأنقاض!!
مشهد البنت التي جعلت لنفسها وِردا للصلاة على النبي بنية نجاتها!!
مشاهد السبَّابات التي عقدها أصحابها وماتوا على ذلك، وآخر عهدهم بالدنيا أنهم مؤمنون موحِّدون!!
مشاهد ومشاهد ومشاهد…. كلها تزلزل كل كيان، وتهذب كل نفس سوية نقيةِ الفطرة…
لأن الناس مع هذه الأحداث على نوعين:
خائفين خاشعين، ونوع آخر قال عنه القرآن:
"ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا"
وكلا النوعين يعرف نفسه…
الشاهد أنها زلازل لا زلزالا واحدا…
والسعيد من تزلزلت نفسه من وقعها جميعا…
لأنه المعنيُّ بها لا غيره…
فالذين ماتوا لا حاجة لهم بهذه الرسائل… بينما الأحياء لا غنى لهم عنها… وإلا كانوا هم والموتى سواء… لكن شتان بين ميت الجسم، وميت الحس والضمير!!
رب سلم سلم.
...