الجِهاد حقًا في هذهِ الأيام وليس في رمضان!
أنتَ لا تقرأ القرآن في رمضان فقط، فإن أنقضىٰ رمضان عاد مهجورًا! بل لأن القرآن مِن أفضّل الأعمال، ومِن أفضّل القُرُبات، ولأن القرآن هُدىٍ، وشفاءٌ، ورحمّة، وأنّ القُرآن يشفّع لصاحِبهِ يوم القيامة، وقارئ القرآن يُحشر مع السفرة الكِرم البررة.
ولا تُصلي في رمضان فقط، فإن أنقضىٰ رمضان صارت الصلاة إلى من أستطاع إليها سبيلا!، بل لأن الصلاة حبل الصِلة بين العبد وربِه، وأنها أوّل ما ستُحاسب عليهِ يوم القيامة.
ولا تَصوم لأنّك في رمضان فقط، فإن أنقضىٰ رمضان أنطلقتَ خلف الملذات!، بل تصوم لأن الصِيام جُنّة، وأن الصيام يشفّع لصاحِبهِ، ولأن الصِيام يُكفِر الذُنوب والخطايا، ولأن من صام يومًا في سبيل الله أبعد الله وجهّة عن النار سبعين عامًا.
رمضان شهر كمُعظّم الشُهور،
لكِنّك تكُن حريصًا فيهِ أكثّر مِن غيرُه، حتىٰ تُصيبُك نفحاتُ الله، وتُعتّق رقبّتُك، وتكُن أكثّر ألتِزامًا وتقوىٰ، فإذا أنقضىٰ رمضان بقيتَ كما أنتَ!
قراءتُك للقرآن، لأذكار، حِفاظُك علىٰ الصلاة، إلحاحُك بالدِعاء، كُل هذا واجِبُك تجاه دينُك، واجِبُك كمُسلِم!
رمضان يرسُم لكَ الطريق ويُعينك فقّط ، وأنتَ تجتّهِد وتُكمِل المسير، ومما ينبغي عليك فِعله بعد رمضان مُجاهدة النفس، ومُخالفة الهوىٰ، فالسَيرُ للجَميع والأستِمرار للصادقين!
لذلِك لما وصىٰ ﷺ شداد ابن أوسٍ-رضي الله عنه- قال: "يا شدَّادُ بنُ أوسٍ ! إذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ؛ فاكنِز هؤلاء الكلماتِ : اللَّهمَّ ! إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ ، والعزيمةَ على الرُّشدِ ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك ، وعزائمَ مغفرتِك ، وأسألُك شُكرَ نعمتِك ، وحُسنَ عبادتِك ، وأسألُك قلبًا سليمًا ، ولسانًا صادقًا ، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ ، وأستغفرُك لما تعلَمُ ؛ إنَّك أنت علَّامُ الغيوبِ".
اللهُمَّ إِنا نسألُك؛
الثبات في الأمر، والعزيمّة في الرُشد.
- مُحمّد.