يبدو ليّ وكأنُّه كُلّما كان الإنسّان أكثر شعورًا كُلّما كان أكثر ألمًا وتوجُعًا..
الإنسّان ذو المشاعر الفيّاضة صادق، صادق للحدِّ الذي يجعلُه فريسةٍ سهلة المنال من قِبَل كُل ألوان وأنواع الحَزن فتراهُ لا يتألّم على حالِه فقط
يتألّم على قطةٍ رآها في طريقِه ساقها مُلتويّة وتعرُج بها فنظر لها بشفقةٍ وهدهد على رأسِها برفق وأكمل طريقهِ وعقله فيها ومعها
يتألّم حين يُفكر في أمر الفُقراء والمساكين حين يلمحهُم يتجولون في الشوارعِ من شباكِ العربة
يتألّم على كُل طفلٍ يبكي وإن كان السبب بسيط، ولكن قلبهِ لا يتحمل رؤية عينٍ تبكي
تفيضُ دموعِه وجعًا إذا رأي أحدًا يتأّلم من مرضٍ أو من همٍ.
رُبما الحساسيّة المُفرطة تجلب إلى الإنسّان آلامٍ مُفرطة
ولكنّها كذلِك تجعله أكثر رحمةً ورأفةً وحنان
ولهذا السبب تحديدًا لا يستطيع الإنفكاك عن كونِه أكثر شعورًا وحساسيّة لكنّهُ يُفكر كيف لو كان فقط أقل إحسّاسًا؟ هل سيكونُ حينها أقل حَزنًا وأهدأ فِكرًا؟
-مي أيمن