View in Telegram
«ينبغي لكل ذي لب وفطنة؛ أن يحذر عواقب المعاصي، فإنه ليس بين آدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل، وإن كان حلمه يسع الذنوب، إلا أنه إذا شاء عفا، فعفى كل كثيف من الذنوب، وإذا شاء أخذ باليسير، فالحذر الحذر ولقد رأيت أقوامًا من المترفين، كانوا يتقلبون في الظلم والمعاصي باطنة وظاهرة، فتعبوا من حيث لم يحتسبوا، فقلعت أصولهم، ونقض ما بنوا من قواعد أحكموها لذراريهم، وما كان ذلك إلا أنهم أهملوا جانب الحق عز وجل، وظنوا أن ما يفعلونه من خير يقاوم ما يجري من شر، فمالت سفينة ظنونهم، فدخلها من ماء الكيد ما أغرقهم ورأيتُ أقوامًا من المُنتسبين إلى العلم أهملوا نظر الحق عز وجلَّ إليهم في الخلوات، فمحا محاسن ذكرهم في الجلوات؛ فكانوا موجودين كالمعدومين، لا حلاوة لرؤيتهم، ولا قلبَ يحِنُّ إلى لقائهم». ابن الجوزي
Telegram Center
Telegram Center
Channel