يقول ابن كثير : "ان الله إذا أحب عبدًا أنار بصيرته، ولا تستنار البصيرة إلا بالحزن، فعندها يرى المرء حقيقة كل شيء، حقيقة نفسه، وحال قلبه وصحبته وأهله، حقيقة الدنيا على حالها، فيجعل الله من كل ذرّة حزن في نفس العبد نورًا يضيء به بصيرته، حتى يدرك هوان الدنيا برغم جمالها وحقيقة الأشياء"
ما بالُ ليلي يُرهقني بذكرياتٍ أتمنى نسيانها ؟ اليس كافياً أنني سأواجه كلّ هذا الظلام وحدي اليس عدلاً ان اغفو ليلةً واحده من الليالي السبع بدون ان اذرف اي دمعه لم تتسنّى الفرصه لوسادتي لتجف احاول الهروب وأتعاطى المخدّر لكي اغفو فأجدُ نفسي غارقاً في حلمي ف نفس المكان الذي هربتُ منه .
لم أفعل ذلك، بل بكيتُ وحيدًا، و تألمتُ بصمت أتجرعه بطعمِ الإبرة، تأوّهتُ حابِسة أنفاسي، لم أملك القوة أو حتى الطاقة لأُقاوم، كان شيئًا أقوى مني، من تلك الروح الواهِنة في صدري، من تلك الفتاة التي تسمى أنا، من ذاك القلب الورقة الضعيف، لم أكن أعرف ما أفعل سِوا أن اتألم فقط، و أن أسمح بأن تأكلني أفكاري بعقلي، أفكُ نفسي لها بلا حول مني ولا قوة، بلا رغبة مني ولا قدرة، كان يمكن أن أدهس ما يسمى" بالقلق" بقوتي، بتلك الطاقة في صدري، لكنه كان كبيرًا جدًا و عمقه لا أقواه.
- لنلتقي بشخص واحد يا الله ، ليأخذ أحزاننا على محمل الجد ، يؤذيه غيابنا ، يقرأ كلماتنا بقلبه ويستشعر ألمنا ، يخاف علينا من أثر كلماته وينظر إلينا وكأننا كل ما يملكه ، شخص واحد على الأقل .