صلوا على رسول الله..
.
.
أخرج الترمذي وحسنه عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ، قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللهِ،» وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْأَثَرَانِ فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ".
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وأحبابه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
فيه نسبة الجهادَين ووصلة الجِلَادَين، جهاد عدو الجن بالصلاة، وجهاد عدو الإنس بالقتال، وفيه أن قطرة الدمع عصارة حركة القلب إلى الرب كما أن قطرة الدم منتهى حركة البدن إليه، فإليهما الغاية في السعي، وفيه الإشارة إلى أن بلوغ درجة الخاشعين في الصلاة معونة على بلوغ درجات المقبلين في القتال، وفيه أن الآثار شواهد الأعمال، فالله تعالى يحبها لأنها من شعائر عبادته ودلائل الإخبات إليه.وهي منارات لمن نظر إليها واقتدى بها، فيحصل بها الإيصال إلى مرادات الله تعالى. فمن قام بنفسه أو في سعيه أثر من آثار العبادة فقد بايع الله به، وكاتبه على صك المغفرة والعتق بإذنه. نسأل الله العظيم أجر السعيين، وباب السعادتين، وأثر العملين خالصا لوجهه الكريم لا رياء فيه ولا سمعة، إنه سميع عليم كريم مجيب الدعاء.