صلوا على رسول الله.. . . أخرج الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا ‌أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا ‌أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً». صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين. فيه أن الله تعالى بشّر بني آدم بأن رحمته أقرب إليهم من عذابه، لأنه يعاملهم في دار الدنيا بالمسامحة لا بالمحاسبة، ويسقط عنهم حساب العدد إذا وافَوه بجنس العمل، فيمحو عنهم ذنوب الأيام والليالي باستغفار ساعة من الزمان، ويغفر لهم خطاياهم ولو كانت قراب الأرض إذا وافوه بحسنة التوحيد. وفيه الإشارة إلى صنفين من الذنب: ذنب عظيم بقدره فيبلغ عنان السماء، وذنب عظيم بكثرته فيبلغ قراب الأرض، فالأول مهما عظُم فإن ذلّ الاستغفار يمحوه، والثاني مهما كثر فإن طهر التوحيد يغسله. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.