الأم الصديقة.
هي الأم التي تتعامل مع أولادها كصديقة لهم، تسمعهم وتحاورهم ولكنها تتجنب بشكل أو بآخر تحمل المسئولية، لذلك ممكن تنصح أولادها لكن لا تضع حلولاً جذرية لمشاكلهم، قد تفكّر معهم لكن في النهاية تقول لأولادها بلسان الحال أو المقال اختاروا ما تشاءون فهذه حياتكم.
ما المشكلة الحقيقية في الأم الصديقة؟!
الصداقة هي عاطفة بين اثنين ليس فيها أعلى وأدني، أي فيها مساواة بين الطرفين، وللأسف تظن بعض الأمهات أن صداقتها مع أولادها ستؤدي إلى نتائج أفضل للأسرة، ولكن في الحقيقة هذا غير صحيح لأن من معاني الصداقة فقدان السلطة، فالطفل ثم المراهق يحتاج للإنضباط ويحتاج لفرض قواعد وعقوبات عند تكرار الأخطاء، فهذا وإن كان مقيداً لهم لكنه في النهاية يُشعر الأطفال والمراهقين بالأمان لأنهم يحتاجون ليس فقط للتوجيه بل ولوضع قواعد تمكنهم من العيش بسلام.
ومن مشكلات الأم الصديقة أن الحدود أحياناً تضعف وتتلاشي بينها وبين أولادها، لظن الأولاد أن أمهم واحدة منهم يقولون ويفعلون أمامهم ما يشاءون دون خوف أو قلق، فهي عودتهم على الحرية وعلى الاستقلال، وهذا بلا شك يخلق فجوات كبيرة بينهما، لأنه لن ينشأ التمييز بين ما هو مقبول وغير مقبول، وستكون هناك فجوات في القيم وكذلك عدم الاعتبار بالفروق العمرية بينهما وبين أمهم!!
الخلاصة فقدان السلطة وتجاوز الحدود هو أحد أهم أسباب فشل الأم الصديقة في التربية، فيمكن استبدال الصداقة هنا بالإحترام، أي أن الأم تحترم أولادها وتبادلهم الثقة ونوع من الاستقلال دون التنازل عن السلطة أو تجاوز الحدود، فحينها ستكون الأم صديقة في وقت وآمره في وقت، ومعاقبة في وقت، حينها تصبح أمّاً متوازنة وعاقلة.
- الشيخ محمد سعد الأزهري
#التربية