لا يوجد في الدين ولا عند علمائنا شيء يسمى ظاهر وباطن القرآن¹ أو ظاهر وباطن الروايات أو علوم الظاهر وعلوم الباطن.
والثابت عندنا هو حجية ظواهر القرآن وظواهر الروايات الشريفة، وليس هنالك اي اشارة الى ما يسمى ظاهر القرآن وباطن القرآن او ما يسميه البعض بعلوم الباطن.
وهناك فرقة تعرف بـ (الفرقة الباطنية) لانها تستقي معارفها الدينية مما يسمى ببواطن الروايات أو الآيات، وهي فرقة مجمعة على ظلالها عند جميع المسلمين.
لذلك، دأب جميع علمائنا بل حتى علماء المخالفين على الالتزام بظواهر الآيات والروايات والاقتصار عليها من دون التعدي الى ما يسمى بالباطن.
وفي الحقيقة أن لظواهر الروايات قواعد وعلوم وأدوات للتعامل معها يدرسها الطالب في الحوزة لعدة سنين إلى أن يتمكن منها.
إلا أن هنالك بعض المتصدين الجهلة ممن ينسبون لأنفسهم مقامات عالية والذين لديهم ضعف في مداركهم العقلية ولا يستطيعون أدراك القواعد والعلوم التي من خلالها نتعامل مع ظواهر الروايات ونميز الحجة من غير الحجة، فيلجأون لما يسمى بالباطن لكي يتكلمون بما تشتهيه أنفسهم ويحلو لهم من دون الالتزام بأي ضوابط علمية وذلك هرباً من جميع العلوم والقواعد التي عجزوا عن فهمها والسيطرة عليها، فيتكلمون بما يروق لهم من معاني ومعارف تحت ذريعة أن هذا باطن الآية أو باطن الرواية..!
----------------------------------------
(1) نعم ورد ان القرآن ظاهر وباطن، والباطن مما اختص الله به أهل البيت عليهم السلام.
فقد روي عن فضيل بن يسار قال سئلت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية مامن القرآن آية الا ولها ظهر وبطن فقال ظهره تنزيله وبطنه تأويله منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن يجرى كما يجرى الشمس والقمر كما جاء تأويل شئ منه يكون على الأموات كما يكون على الاحياء قال الله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم نحن نعلمه.
(بصائر الدرجات - ص ٢١٦)
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot