[[ الدرس ١ و ٢]]
[[ رابعاً: كتاب الصيام]]
ويشتمل على خمسة أبواب:
{{ الباب الأول: في مقدمات الصيام، وفيه مسائل:}}
(( المسألة الأولى: تعريف الصيام، وبيان أركانه: ))
١ - تعريفه:
🔹الصيام في اللغة: الإمساك عن الشيء.
🔸وفي الشرع: الإمساك عن الأكل، والشرب، وسائر المفطرات، مع النية، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
٢ - أركانه:
من خلال تعريف الصيام في الاصطلاح، يتضح أن له ركنين أساسين، هما:
🔺الأول: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
👈ودليل هذا الركن قوله تعالى: (فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة: ١٨٧]. والمراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود: بياض النهار وسواد الليل.
🔺الثاني: النية، بأن يقصد الصائم بهذا الإمساك عن المفطرات عبادة الله عز وجل، فبالنية تتميز الأعمال المقصودة للعبادة عن غيرها من الأعمال، وبالنية تتميز العبادات بعضها عن بعض، فيقصد الصائم بهذا الصيام: إما صيام رمضان، أو غيره من أنواع الصيام.
👈ودليل هذا الركن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) (١).
(( المسألة الثانية: حكم صيام رمضان ودليل ذلك:))
فرض الله عز وجل صيام شهر رمضان، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة؛
👈وذلك في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: ١٨٣]. وقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة: ١٨٥].
👈ولما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً) (٢).
👈ولما رواه طلحة بن عبيد الله أن أعرابياً جاء إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصيام؟، قال: (شهر رمضان)، قال: هل عليَّ غيره؟ قال: (لا، إلا أن تطوع شيئاً ... ) الحديث (٣).
👈وقد أجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان، وأنه أحد أركان الإسلام التي عُلمت من الدين بالضرورة، وأن منكره كافر، مرتد عن الإسلام.
👈فثبت بذلك فرضية الصوم بالكتاب والسنة والإجماع، وأجمع المسلمون على كفر من أنكره.
(( المسألة الثالثة: أقسام الصيام:))
الصيام قسمان:
🔺 واجب،
🔺وتطوع؛
🔸والواجب ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
١ - صوم رمضان.
٢ - صوم الكفارات.
٣ - صوم النذر.
👈والكلام هنا ينحصر في صوم رمضان، وفي صوم التطوع، أما بقية الأقسام فتأتي في مواضعها، إن شاء الله تعالى.
----------------
(١) رواه البخاري برقم (١)، ومسلم برقم (١٩٠٧).
(٢) رواه البخاري برقم (٨)، ومسلم برقم (١٦).
(١) رواه البخاري برقم (٤٦)، ومسلم برقم (١١).
🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂
المصدر:
كتاب الفقة الميسر في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء