حين مزقتني الحياة أوصالًا كان ليّ الضماد، حين تآكلت روحي كان ليّ القوّة، حين فقدت نفسي كان ليّ روحًا تُجابه سوء الحياة معي، وحين سجنني الخوف و قيّدني كان نجاتي.. الشجاع الوحيد الذي عبر معي رُغم ضيق المكان و الوقت و الصبر، لا شُكر ولا إمتنان يكفي لأُخبرك كم تبدو الحياة بقربك مُريحة.. مُريحة كفكرة العودة للبيت بعد يوم مُتعب و صعب، كالمعرفة القاطعة أنّك هنا تُنازع وفي الجهة الأخرىٰ يوجد من يصفّق لك بحرارة ويراقبك بفخر شديد، كشعورنا عند الإستيقاظ من النوم و إدراكنا أن أرواحنا عادت لأجسادنا مُجددًا، معك أشعر بأن الخوف يهربُ خشيةً من سخطك، و أن الطمأنينة تقبّل قدميك و تحفّك بالدفء الذي تمنحني إيّاه رغم حاجتك له، عندما بردّتُ من صقيع الشعور كنت مدفأتي، وحين ترامت النيران علىٰ قلبي كنت كالماء العذب، حتىٰ عند غرقي كنت قارب نجاتي الوحيد.. لطالما شعرت بأن الأشياء معك لاتفقد لمعانها ولذّتها، و أن الأحزان برفقتك تصبح نكتة نضحك عليها بجنون، و أن دموعنا تتحوّل لألوان نرسم فيها لوحات حياتنا معًا مُتفائلين أن الغد قريب و العُمر فرص.. كل عام و أنتَ البهجة للبهجة، و الدهشة للدهشة، و الملاذ لروحي المُتحررة و اليقين لشكوكي المُتكررة، أُحبّك كل يوم.. كتناول الإفطار، غسل الأسنان، الصلوات، و الخلود للنوم.. كل عام و أنت شعور و روح تُشابهني دومًا، عامك سعيد و أنا أسعد لأنك دائمًا هُنا.. في قلبي.
"كُنت دائماً الطرف الذي يُحاول أنّ لا يخدِش ويكسر، كُنت ذلك الذي يتمسك ويُبادر دُون كلل، كُنت الذي يتجاهل ويُحاول كثيراً، وفي نهاية هذا الأمر.. كُنت أنا الطرف الذي يشعُر بأنّ فؤاده تفتتّ بين يداه، من شدة تراكم الخيبات."
"القوة إنك تقدر ترد وما ترد، تقدر تجرح بس تسكت، تقدر تأذي وما تأذي، القوة الحقيقية أخلاقك ومبادئك وتربيتك إنك تكون لين وسهل ومحترم رغم إنك قادر تكون العكس وبإحتراف ولكنك لا تفعل."