تمر الأيام قاسية دونك...
باردةً تفتقر حنان وجودك وعطفك...
كأنّ الكون في أعيننا أصبح سرابًا، وكأنّنا رغم صمودنا تائهون، نبحث عن صدى صوتك، عن بريق ثغرك...
كنّا بخيرٍ يا سيّدنا، بل كنت خيرنا، وبركة أيامنا...
ليت قنابلهم جثت فوق صدورنا،
ليتها كانت بردًا وسلاما...
وليتنا علمنا أنّك كنت هناك لنزحف كبارًا، صغارًا، رجالًا، نساءً، شيبًا وشبّانًا لنكون درعًا بشريًا يحول بين بغيهم وبينك، ونصرخ بكل صدقٍ لبيك يا ابن فاطمة...
ليتنا لم نقترف الذنوب التي تحبس الدعاء، وتغيّر النعم...
ليتنا فديناك بأنفسنا وأرواحنا وولدنا وأبائنا كما كنا نعاهدك...
يا جرحًا لن يرممه الزمن نعاهدك أن نسير على دربك ما بقينا، أن نترجم وجعنا عملًا وسعيًا، أن نمهّد لدولة كريمة يُعَزُّ بها الإسلام وأهله...