أستذكر البداية..
كيف تكاتفت الشوارع لتجمع أقدامنا
كيف ترتّب ازدحام أقدارنا
ولم نجد محطة يصل إليها افتراقنا
كانت حافلة الخلاص بعيدة..
وكنا نتوّرط في الانتظار
كنت فتاة مغلقة..
لا تعرف في الحياة شيئاً ألذّ من الكتابة
والبسكويت بجانب الحليب
تملك الكثير من القلوب
ولم تقرر استعمال واحد منها
بشكل جدي للأبد
ثمّ قابلتك..
انكسر قلمها
برد الحليب في كأسها
ونسيت طفولتها..
عندما تركت قطع البسكويت على الطاولة
لتنشغل بدموعها
تحتّم عليها أن تتألّم
كما يتحتّم على طائرٍ في القفص
وصار من الضروري أن تلحّ في دعائها
لصلاح أحوال البلاد
ولتوافر الوقود
ولقدوم الحافلة
حتى تدفع ثمن الخيالات
التي أسرفت جداً في شرائها أثناء الوقوف
وتجلس أخيراً على حقيقة
أنّه من الخاطئ..
أن تقف في طريق يديها
وهي تُمَدّ بعفوية.. لتأكل ما تحبّ!
وأنّه من الخاطئ جداً
أن تحبّ مَن لم يحبّها.
- فاطِمة حمضمض.