اليومَ، أتممتُ حذفَ صورنا معاً بعدَ أن كانَ هذا القرارُ مستحيلاً بالنسبةِ لي.
مسحتُ ذكرياتِنا وضحكاتِنا، لقاءاتنا التي لا تُنسى، الصورةَ المفضلةَ بالنسبةِ لنا، مسحتُها من ذاكرةِ الهاتفِ المحمولِ، وسأحاولُ بدءاً من هذهِ اللحظةِ أن أمسحها من ذاكرتي وقلبي.
اليومَ أدركتُ حجمَ ما حدثَ، كيفَ أنّ خلافاً بسيطاً كان السببَ في هدمِ كلّ ما بنيناهُ سوياً.
وها أنا الآن أكتبُ بيدٍ مرتجفةٍ وقلبٍ يعتصرُ ألماً لعدمِ قدرتي على مشاركةِ هذهِ الفرحةِ معك، لطالما كانت هذهِ اللحظةُ المنتظرةُ بالنسبة لك، تلك التي تحدثنا عنها كثيراً وبكينا لأجلها، وصبرنا وظننا باللهِ خيراً حتى قدومها.
اليوم، أُفاجَأ بها على طاولةِ الغداء، تلقّيتُ الخبرَ بكلّ هدوءٍ وأسرعتُ إلى غرفتي لأتأكّدَ منهُ.
أثقُ تمامَ الثقةِ أنّ أشكالَ الأشخاصِ تتغيرُ بعدَ خلافاتنا معهم، وهذا ما تيقّنتُ منهُ الآن، وجهٌ لم أعتدهُ ولم أعتد ملامحهُ، أرى شخصاً آخر تماماً وكأنّ ما مضى لم يكن موجوداً أساساً.
أعلمُ أنّ اللهَ يرزقُ كلاً منّا عِوضاً عن كل حزنٍ أصابَ فؤادهُ، وربما البارحةَ كانَ موعدُ عوضك.
لا زلتُ أرتجفُ حتّى الآن، وأردّدُ في داخلي "أكيد خير، كل شي صار لخير، ورح أعرف الحكمة بعدين".
لو أمضيتُ عمراً كاملاً أكتبُ عن هذه اللحظة لا أوفيها حقها.
اليومَ، أدركتُ المعنى الحقيقيّ لعبارة "مَن لم يعُد صديقك، لم يكُن صديقك".
يمسحُ على قلبي شيءٌ وحيدٌ هو أنّ اللهَ معي، سمعَ نداءَ قلبي في ذلكَ الموقف، ويعلمُ ما أُسررتُ وما مررتُ بهِ إثرَ ذلك، وأنه لن يتركني وحدي في هذهِ اللحظةِ.
سنةٌ كهذهِ مليئةٌ بانتهاءِ العلاقاتِ، التعبِ والإرهاق النفسيّ والدراسيّ، الخوف والقلق، أحتاجُ بعدها عِوضاً من اللهِ يبكيني من شدةِ الفرحِ أضعافَ بكائي لحزني.
أتسمعني يا الله؟ أحتاجكَ جداً في هذهِ الفترة.
~فضفوضة.