إن امتلاكنا قائدًا ربانيًا استقى من هدى القرآن أعظم المعاني هو نعمة عظيمة تتجلى فيها حكمة الله وعنايته بأمة تواجه التحديات والصراعات. هذا القائد الذي يمتلك رؤية نورانية ثاقبة لا يستند إلى أهواء البشر أو المصالح الضيقة، بل يرتكز على المعايير القرآنية التي تُنير الطريق وتُظهر الحقائق مهما تعقدت الأحداث.
إنه القائد الذي يقرأ المجريات بميزان الحق والباطل، فيُحدد من هو العدو الحقيقي للأمة بوضوح وبلا التباس، لا ينجرف خلف دعايات التضليل أو الشعارات الزائفة. يعلّمنا كيف نتعامل مع هذا العدو كما أمر الله في كتابه العزيز، برؤية واضحة تعزز الإيمان بالله والتوكل عليه، مع الحكمة والبصيرة في اتخاذ المواقف.
إن القائد الذي نهل من القرآن يُدرك أن معركة الأمة ليست مجرد مواجهة مادية، بل صراع حضاري وقيمي بين الحق والباطل، بين الطغاة والمستكبرين وبين المستضعفين الذين يقفون على أرض ثابتة من الإيمان.
فهو يزرع في النفوس الوعي والبصيرة، ليُميّز الناس بين العدو والصديق، وبين من يريد الخير للأمة ومن يسعى لهلاكها. يعيد للأمة الثقة بهويتها ورسالتها، ويُحيي فيها العزم على مواجهة الطغيان والفساد، اعتمادًا على قوله تعالى:
“وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ” (الأنفال: 60).
مثل هذا القائد يجسّد القرآن واقعًا عمليًا، فيعيد للبشرية بصيرتها لتدرك أن المنهج الإلهي هو السبيل الوحيد لتحريرها من قيود الظلم والتبعية، وليرفع راية العزة والكرامة وفق ما أراده الله لعباده.