بالنسبة لشخصٍ تحرّر من كل الانحيازات الدينية، لا يوجد قلقٌ اسوأ من أنّه يجبُ أنْ يجِدَ لنفسَه شيئًا أو فكرَةً جديدةً ليَعبُدَها. لكنّ الإنسانَ يسعىٰ ليسجُدَ فقط أمامَ ما تَعتَبِرُه الأغلبية، إنْ لم يكن الجميع، مُستَحِقًا للعِبادة؛ هذا الذي يَكون إستحقاقُ عبادَتُهِ غيرَ قابلٍ للشك لدرجة أنّ كل البشر إتّفقوا على أنْ يخضَعوا له. لأنّ الهمّ الأكبر لهذه المخلوقات البائسة ليس في أنْ يسجدوا لمعبودٍ من اختيارِهِم، بل في أنْ يسجدوا لذاك الذي سيؤمن به الجميع ويخضعون له جماعات.