📝حكاية ديسمبر .
بحثت عن نفسي في كل الشهور، لكن وجدتها في ديسمبر دبور، وتلك هي حكايتي مع ديسمبر.
قبل أن أسهب في حكايتي سأتطرق في قول الله تعالى ( ﴿ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا۟ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَٰتِلُوا۟ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَٰتِلُونَكُمْ كَآفَّةً ۚ وَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾ (36)
الله سبحانه حدد عدة الشهور وعددها وفصلها وبينها بغض النظر عن الحدث، فالأحكام والعبادات تتعلق بتلك الشهور التي تعرفها العرب لا العجم.
فكل شهر يكون حسب الوقائع والأحداث التي تجذب الناس بوقوعها أو تكون لهم بها مآرب أخرى، فالهلال يشتهر إذا بزغ، وإذا هل ناظره تجد العيون به تقرأ، وكذلك الحال في ديسمبر، فدائمًا الغروب مؤلم لكن حسب الوقت والكيفية يكون الألم.
فالشمس إذا غربت غابت والغروب يعقبهُ الظلام، حزن وألم ودموع، فإذا وقع القلب في غربة تجد الدموع بالعين تحترق وبالخد تسيل، وأنا لي من ذلك نصيب فكلما تذكرت تلك اليوم التي سمعت فيها قلبي يعتصر قلبي ألمًا حتى أكاد أسمع صوت عظامي تئن.
فغروب شمس ديسمبر ذكرتني لصدمات تعرضت لها؛ فتيقظت بعد تلك الأحداث التي عصفت بي، لكن سأنظر إلى الحياة بعين العقل وسأجعل من الأحداث ديسمبرا وسأشق طريقي معتمدًا على جسور صلبة قادرةً على التحمل وإن شاء الله يكون يناير بعام مغاير .
الحياة تتقلب بتقلبات القُلُوب، ونحن مع ذلك في غروب!
نعم، في غروب إذا ابتعدنا عن أوطاننا، أو ذهبنا قاصدين تحقيق أحلامنا، فتعلقنا بالشمس تذكرنا دائمًا بأن لكل حياة بداية، ولكل بداية حكاية، فيجب أن نصنع حياتنا ونسير بأحلامنا مع بداية كل شروق.
نحن بطبيعتنا نفضل الاغتراب مع غروب الشمس ظنًا بأن الغاية التي استدعت التفضيل ستشرق بأحلامنا مع بداية كل يوم، وأن الغاية بذلك الخيط الذي جعلتنا نعقد به شعاع الأمل، فيجب أن نكون أشد معرفةً بأنفسنا كي لا نضيع وأن نجعل من الأمل نافذة ننظر بها إلى ما وراء أحلامنا.
فيا من ذهبتم إلى بعيد ماذا جنيتم في ابتعادكم؟
ذهبتم وما زلتم غرباء؛ غرباء في دينكم وأحلامهم ووعودكم.
مغتربون في الغرب والأغرب بأننا مغتربون في أوطاننا وربما منفيون في بيوتنا.
فيا من وعدت خطيبتك بأن نهاية شهر ديسمبر هو آخر أيام الوعد السعيد، حيث سيقترب موعد الزفاف، وبذلك ستطوى السنوات العجاف، وستفتحون ديباجة سعادتكم في قفص السعادة، حيث حزن فيه ولا كآبة، ديبجاجتان بها رمانتان، فما أجملك في الجلوة وقلبك يرقص طربا!
والسعيد هو الوفي بوعده ومن اخلف ا فقد رسم حياته بدون ميعاد.
🖋| باسم الدهمشي.