لطالما كنتِ تكرهين لحظاتِ الوداعِ تقولين أنّك ذاتَ مرّةٍ قد فقدتِ يدكِ بعد تلويحةٍ طويلةٍ وحزينة، ومن حينها وأنتِ تهرُبين .. تهرُبين من الأيادي الملوّحة والنظراتِ المُنكسرة والشبابيك التي تعكس صورتَكِ تهرُبين من علاقاتكِ وحتّى من نفسِك!
- فلتمسح الحزن عنك اليوم، و لتتذكر على الدوام أن هناك ما يبقي أجزاءك متماسكة، إننا أحيانا نمشي على قدم واحدة دون أن نعرج، وتعلق الأشياء المتراكمة في حنجرتنا دون أن نختنق، لربما يؤلمنا الشهيق و الزفير كثيرا لكننا لا نتوقف عن التنفس، هناك دوما سبب لنفكر في كل يوم آت على أنه يوم جيد ويستحق الانتظار 🦋
أحمل قلبي داخل كلّ قلبٍ أحبّه ويحبّني بأمان.. لا أخاف جرحَ مسافةٍ أو خذلان فقط لأنّ الله الواسع يرانا بعينه التي لا تنام ويُبارك حبّنا بمرأى من حبّه ورضاه🤍
دعك من أننا صِرنا غُرباء، لقد مرّ وقتٌ طويلٌ بعد محادثتنا الأخيرة، شهرٌ ، إثنان ،ثلاثة رُّبَما عام! لا أذكُر بالضبط، أردتُ سؤالك لعلّك تقرأ، هل يحتاج الإنسان جهدًا كي ينسى؟ أم إنه يحتاج جهدًا كي لا يتذكّر بأنه يحاول أن ينسى؟ لقد تأكّدتُ كَذب من زعموا بأنَّ الأيام ناسفةٌ للذكريات، كما أنَّني أصبحتُ أمقتُ الأوغاد من أصحاب العبارات المخبولة أمثال ( الدنيا مبتقفش على حد) ، دعك من كُل هذا الكلام الفارِغ ولا تُصدقه، أردتُ اخبارك فقط.. بأنَّك مُنذ أن رحلت، ما رحلت.
لا أريد أن أُحب ثانيةً ؛. فـوالله مازلتُ أذكر حينَ مشيتُ في الطّريق وكدتُ أختنق من دموعي . و لازال دعائي و صوت بكائي عالقٌ في الكنيسة و أنا أناشد الرّب أن يمنحني قوة التخطّي و الصّبر . لا أريدُ أن أحب ثانيةً ؛ لا أريدُ أن أصنع الذكريات التي ستؤلمني لاحقاً ، ولا أريدُ أن أحفظَ تاريخ وتوقيت الأيام و أنصبها أعياداً من أجل أحد ما . فأنني - والله شاهدٌ على ما أقوله - قد تعبت . في المرّة القادمة التي سأشعر بها بأيّ مشاعر تجاه أي أحد سأقتلعُ قلبي🖤