نَجديٌّ شَريد

قلقٌ يمزقُ خافقي وفؤادي
وأحالَ دونَ مسرَّتي ورُقادي

حزنٌ طغى خوفٌ يفتتُ أضلعي
قدْ نالَ مِن صبري وكلِّ عَتادي

رباهُ فاصرفْ ما أهمَّ سريرَتي
واجعَلْ همومي مصدَرَ الإسعادِ

- نَجديٌّ شَريد

يا أيها الشعرُ المسافرُ في دمي
رفقًا فقلبي ما رآهُ سِواكَ

لما علمتَ دواخلي وكشفتها
للغائبينَ تريهِمُ برؤاكَ

ووصفتَ كلَّ مخبَّئٍ أخبرتهمْ
دونَ الصريحِ تُقِرُّهُ عيناكَ

مهلًا! أتخدعني وتحسبُ أنني
سأظلُ غفْلانًا وأكتمُ ذاكَ

لكنني أقررتُ أنكَ فائزٌ
أنا ما انتبهتُ ولا بصرتُ دَهاكَ

إلا بُعيدَ البوحِ والسرِّ الذي
أمَّنتكمْ ففضَحتَ كلَّ بلاكَ

ويحي! كشفتُ سريرتي لمُثرثِرٍ
نسجَ المشاعرَ في القريضِ هناكَ

- نَجديٌّ شَريد

قدْ كنتُ أُقتَلُ إن يمسّ قلوبهمْ
حزنٌ وضيقٌ مِن ضنى الأزمانِ

قدْ كنتُ أسألهمْ أجيبوا ويحكمْ!
رُدوا على قلبي ذُرى اطمئناني

والآنَ قدْ غَلَّ الجوارحَ من يدي
قيدٌ وأُلجمَ بالشجونِ لساني

أنَّى لقلبي أَنْ يُرَدَّ سكونهُ
أنَّى لبردِ النفسِ مِنْ رُجحانِ

أنَّى لعيني أنْ تُكفكِفَ نزفَها
باللهِ إني فاقدٌ لأماني

- نَجديٌّ شَريد

ألمٌ يمزقُ ثائرًا أعماقي
وجعٌ يمورُ وفاقدٌ ترياقي

حزنٌ تفشى عارمٌ في أضلعي
حتى بكى مِن ظُلمِهِ إشفاقي

دمعٌ تردى مِن أعالي مهجتي
يأسى على نفسي على إخفاقي

- نَجديٌّ شَريد

ألا أينَ الشريدُ وأين مَن قدْ
بنى مِن فخرهِ صرحًا حديدَا

لقد كانَ الشديدُ وليدَ قومٍ
بنوا مجدًا قضى دهرًا تليدًا

فظنَّ ببعضِ طيشٍ منهُ أنْ قدْ
يحوزُ محاسنَ الدنيا عنيدَا

وظنَّ العيشَ سهلًا أو سيبقى
يُقَلبُ في مرابعها مَديدَا

لقد صفَعَتْهُ وارتكزتْ بحَلقٍ
تريدُ قتالَهُ أمدًا بعيدَا

وقد أرخى السلاحَ على اضطرارٍ
فباتَ لنبضهِ صوتًا جديدَا

يقول أذقتني مُرَّا طويلًا
وكنتَ على المدى جَلدًا عنيدَا

أُناشِدكَ الإلهَ تبيتُ يومًا
تكُفُّ عنِ الظهورِ لهمْ شديدَا

وأظهِرْ كلَّ أوجاعٍ تخَفَّتْ
وخاطبْ بعضَ مَن أردى الشريدَ

- نَجديٌّ شَريد

تجندلتِ العيونُ فخلتُ أني
صريعٌ للأسى غضًّا طريَّا

ولكني علمتُ بأنَّ ذاكُمْ
عقيبَ ذنوبنا حقًّا جليَّا

- نَجديٌّ شَريد

خَدَرٌ أضرَّ بمهجتي وفؤادي
وأحالَ كلَّ عزيمةٍ لرُقادي

ويسيرُ فوقَ مواجعي متبخترًا
فعجزتُ عنْ دفعِ الأذى فأنادي

رباهُ فاغفرلي بواسعِ رحمةٍ
فالذنبُ أهلكَ جائرًا أوتادي

فغدوتُ عندَ مهبِّ كلِّ نسيمَةٍ
وكأنها عَصفٌ بكلِّ جمادِ

رباهُ إني ضائعٌ متهالكٌ
أرِقٌ أخافٌ عقوبةَ المِيعادِ

- نَجديٌّ شَريد

ولا تجزع فقد لاقيت حرا
يحاذر أن يعاب فمت حرا