بِنا مِن الحزنِ ما تبكي لهُ مدنٌ وينحني الصخرُ عطفًا كي يُواسينا ..وما لنا في اجتِناب الحزن مقدرةٌ ،يا رحمة اللّهِ في جنبيكِ ضُمينا . حسبنا الله ونعم الوكيل ..
وكم من شهيد ما كان يملك أن ينصر عقيدته ودعوته ولو عاش ألف عام كما نصرها باستشهاده. وما كان يملك أن يودع القلوب من المعاني الكبيرة، ويحفز الألوف إلى الأعمال الكبيرة بخطبة مثل خطبته الأخيرة التي يكتبها بدمه، فتبقى حافزاً محركاً للأبناء والأحفاد. وربما كانت حافزاً محركاً لخطى التاريخ كله مدى أجيال . .
ما النصر؟ وما الهزيمة؟ إننا في حاجة إلى أن نراجع ما استقر في تقديرنا من الصور ومن القيم قبل أن نسأل: أين وعد الله لرسله وللمؤمنين بالنصر في الحياة الدنيا !
- كرسالة لقلبك ، إيّاك أن تفقد اليقين لحظةً، ولو زادَ الشّر في طغيانه، واشتَدّ الليل في ظُلمته، الفجر آتٍ ولو بعد حين، اللّه لا يخلف وعده، ولا يترك أهله، نزيف الطّريق مطلوب، والثّمن العالي لا يستطيعه كلّ أحد، لذلك كانت الجنّة درجات، على قدر المكابدات، لا على قدر الأمنيات 🤍 .
خُصّوا أهل العبور بقيامكم الليلة ، إحتضنوا مجاهدينا بين أكناف دعائكم يا كِرام فمنهم مَن أستـ شهد ومن أكمل الدرب ومَن أسر، ومِنا مَن عَرِفَ أحدهم وجعل من قلبه مسكن لهم؛ فوالله ما أدركنا الفخر إلا بصنيعهم ..!