هناك الآن في ظلمة الليل أناسٌ يبكون من شدة أثقال الحياة وهمومها ، وهناك أناسٌ مستضعفون لايملكون حيلةً ولا يهتدون سبيلا ، وهناك أناسٌ فقراء ضائعون لا مأوى لهم ، وهناك من أثقلت الديون أكتافه ، وهناك من سوّدت الذنوب قلبه وحياته ، وهناك مرضى يعانون من شدة الألم ، يا ربّ أمة محمد ﷺ بين يديك فاجبرها وارحمها وانصرها ، ياربنا وأنت الكريم أمة محمد ﷺ تفتقر إليك !.
. فلا تحسبن.. الله لا يخبرنا بالوعد فحسب، بل يريدنا نحن ألا نحسب تخلفه أو نشك في تحققه، يريدنا نحن أن نتعبده في هذه الأزمات، يريد منا تحت وطأة الشدائد أن نوقن به، ونصدق وعده، ونحسن الظن به، يريد منا أن يكون تصديقنا بأنه صادق الوعد، وأنه (عزيز ذو انتقام)، أكبر من تصديقنا بميزان القوى المادية فحسب، وذلك هو اختبار الإيمان بالغيب.
مشروع موفق: يختار القائمون على هذه القناة (موضوعا قرآنيا) يتتبعون الهدايات المتعلقة به في ختمة كاملة، ويمكن للقراء المشاركة معهم في إرسال الفوائد والهدايات.
3️⃣اللقاء الثالث: 💡المسائل العقدية المتعلقة بالسورة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4️⃣اللقاء الرابع : 💡المسائل الفقهية المتعلقة بالسورة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5️⃣اللقاء الخامس: 💡تأملات وهدايات حول سورة الفاتحة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6️⃣ اليوم السادس : 📌مراجعة لماسبق 📚🗒️ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7️⃣ اليوم السابع : 🖥️الاختبار النهائي لجميع ماسبق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📝بين أيديكم الاختبار النهائي لسورة الفاتحة لدخول الامتحان اضغط هنا
⚠️ توجيهات :
✱ بدخولك الاختبار فأنت تتعهّد بـألّا تستعين بأي مصدر أثناء أداء الاختبار.
✱ لن يكون هنالك تمديد وسيغلق الاختبار يوم السبت ٢١ /جمادى الأولى، الساعة ١٢ مساء بتوقيت مكة المكرمة 🕋.
✱ ترسل الشهادات على الايميل تلقائياً بعد الاختبار مباشرة وممكن تجدونها في خانة «البريد المزعج أو الغير مرغوب بها» وستنشر كافة الشهادات بعد إغلاق الامتحان.
كان فتية الكهف محسنين للظن بربهم موقنين بفرجه وقد ظهر ذلك في قولهم كما أخبر عنهم تعالى: (فَأۡوُۥۤا۟ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ یَنشُرۡ لَكُمۡ رَبُّكُم مِّن رَّحۡمَتِهِۦ وَیُهَیِّئۡ لَكُم مِّنۡ أَمۡرِكُم مِّرۡفَقࣰا﴾ [الكهف ١٦]
لكنهم مع حسن ظنهم ما ظنوا أن تذهب جميع مخاوفهم قبل أن يستيقظوا ولا أن يكونوا آية للعالمين ولا أن يبقي الله لهم لسان الصدق في الآخرين بل قاموا من مرقدهم حذرين خائفين يتواصون بالتلطف والاستخفاء... كما قال الله عنهم إِنَّهُمۡ إِن یَظۡهَرُوا۟ عَلَیۡكُمۡ یَرۡجُمُوكُمۡ أَوۡ یُعِیدُوكُمۡ فِی مِلَّتِهِمۡ وَلَن تُفۡلِحُوۤا۟ إِذًا أَبَدࣰا ٢٠﴾ [الكهف ١٩-٢٠]
وقد قرن ﷲ بين هذه اﻟﻈﺎﻫﺮﺓ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ -المتكررة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻏﺎفلين- ﺳﻨﺔ ﺇﻳﻼﺝ اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺇﻳﻼﺝ اﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ؛ وبين سنته حين يهلك اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺘﺠﺒﺮﻳﻦ ﻭيمكن للمؤمنين. ولكن الناس يغفلون عن سنة تمكين المؤمنين، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ سنة إيلاج الليل والنهار غافلين!
تأمّل هذه التسمية التي أتت على هيئة نادرة، ليس مما عهد من طريقة تسمية الغزوات والسرايا في العهد النبوي وما بعده.
لقد كان العهد أن تسمى الغزوات بأماكنها التي وقعت فيه أو حوله، كغزوة ﺑﻮاﻁ وهي جبال لجهينة ناحية رضوى، وﻏﺰﻭﺓ اﻟﻌﺸﻴﺮﺓ جهة ينبع وغزوة بدر بالبقعة وأحد بالجبل، والطائف وتبوك وخيبر والقادسية واليرموك هكذا.
أو بالقبيلة التي قوتلت كغزوة ﺑﻨﻲ ﺳﻠﻴﻢ، وغزوة غطفان، وغزوة بني المصطلق وهم قوم من خزاعة، وﻏﺰﻭﺓ ﺑﻨﻲ اﻟﻨﻀﻴﺮ.
أو أن تسمّى بما استعمله المسلمون فيها من وسائل وطرق في حرب العدو كغزوة الخندق أو ذات الصواري.
أو بأمر نادر وقع فيها كغزوة السويق، فإنها سميت بذلك لكثرة السويق الذي تركه المشركون يتخففون منه، فغنمه المسلمون.
لكن هذه الغزوة سميت بحدث استثنائي وقع فيها! بشأن من شؤون البذل والعطاء والتضحية بالنفس في ذات الله! غزوة ﺫاﺕ اﻟﺮﻗﺎﻉ! وقد وقعت بنجد بمكان يقال له: ﻧﺨﻞ، لقي فيها ﷺ غطفان. لقد كانت تسميتها بهذا من أجل ذلك الأمر العظيم الذي وقع للصحابة، وظهر به شيء من التضحيات الكبار التي وقعت منهم رضوان الله عليهم.
هل تأملتَ قوله -رضي الله عنه-: "ﻓﻨﻘﺒﺖ ﺃﻗﺪاﻣﻨﺎ! ﻭﻧﻘﺒﺖ ﻗﺪﻣﺎﻱ! ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺃﻇﻔﺎﺭﻱ؟"
هل جرّبت المشي حافيًا على الحجر والشوك والرمضاء قليلًا؟ ووجدت ألمها وتعبها؟
في التدريبات العسكرية يدرس الجنود أنك لو خيرت بين حذائك وسلاحك؛ فاختر حذاءك! لأن الجندي إذا لم يكن عنده حذاء كان مآله القتل أو الأسر!
رضي الله عن أولئك الأطهار، فلا والله لم يبلغنا الدين بالهون والراحة، ولكن بالتضحيات الكبار!
ثم تأمّل شيئًا زكيًا آخر! قال أبو بردة: "ﻭﺣﺪﺙ ﺃﺑﻮ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻬﺬا ﺛﻢ ﻛﺮﻩ ﺫاﻙ! ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻨﻊ ﺑﺄﻥ ﺃﺫﻛﺮﻩ، ﻛﺄﻧﻪ ﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﻓﺸﺎﻩ"! لقد كره هذا الصحابي الكريم إفشاء عمله! وإظهار جهاده! ونشر صالح من صالح عمله، وهو من هو في تقواه وصلاحه وقربه من النبي ﷺ.
يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى * قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى} [طه:٤٩ - ٥٢] أي: لا يضل ربي فيما يستقبل، ولا ينسى فيما سبق، وقد سبق علم الله جل في علاه في ما كان، ولذلك قص علينا ما حدث من الجن قبل آدم، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} [البقرة:٣٠]، وأيضًا قص الله علينا ما حدث بين الملائكة وبين آدم عندما عطس آدم، وقال: الحمد لله، وأيضًا لما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر، وقص علينا أيضاً ما حدث مع نوح وقومه، وقص علينا قصة موسى وقومه، فإن ربي لا ينسى علم ما كان، ويعلم ما يكون، والذي لم يحدث يعلمه الله جل في علاه، وهذا يتجلى معنا في الأحاديث النبوية والآيات الكريمات، كقول الله جل في علاه: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ} [الفتح:٢٧]، وهذا في المستقبل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما رد في صلح الحديبية عن البيت قال الله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح:٢٧]، وأيضًا قال النبي صلى الله عليه وسلم وحياً من ربه جل في علاه: (لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه)، وهذا أيضًا في المستقبل، فالله قد علم ما يكون، وعلم ما لم يكن لو كان كيف سيكون. وهذا أيضًا يتجلى في الممكن والمستحيل، أما في الممكنات فقال الله تعالى عن الكافرين أو المنافقين: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ} [الأنفال:٢٣]، وهذا لم يحدث، لكن الله بين أنه لو حصل أو حدث كيف ستكون كيفيته وكينونته؟ أيضاً قال الله تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لهَمْ} [التوبة:٤٧]، وهذا أيضًا لم يكن، لكن الله يعلم أنه لو كان كيف سيكون، فالله جل وعلا جعل التقاعس على أهل النفاق فلم يخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن لو خرجوا، فإن الله يعلم كيف كان سيكون الحال، وقص الله علينا ذلك وقال: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة:٤٧]. هذا في الدنيا، وكذلك في الآخرة، فإن الله يعلم ما لم يكن لو كان كيف سيكون، قال الله عن أهل النيران بعدما وقفوا على النار: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام:٢٧]، فهذا لم يحدث، لكن لو حدث، والله جل وعلا قضى أن يخرجوا إلى الدنيا مرة ثانية، فهل سيكونون من أهل الحق، ويؤمنون بالله جل في علاه؟ الله جل وعلا يقول: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام:٢٨]، فالله علم ما لم يكن لو كان كيف سيكون، وهذا في المستحيل في الآخرة، والذي سبق في الممكن في الدنيا. فالآية التي تكلمت عن المنافقين {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا} [التوبة:٤٧]، هي في الممكنات، أما الآية: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام:٢٧] في الآخرة، ويستحيل أن يرجع أحد للدنيا، فهي في المستحيلات. مثال آخر وهو حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (أرأيت ماذا قال ربك لأبيك عندما قال له: تمن؟ قال: أرجع إلى الدنيا فأقتل فيك)، فقضى الله جل وعلا أنه لا يرجع أحد إلى الدنيا، فهذا ممكن ولا يستحيل على الله، ومن المستحيلات ما قال الله تعالى عنه: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء:٢٢]، هذا في المستحيلات، فيستحيل أن تجد للكون إلهاً إلا الله وحده لا شريك له، ولو كان في الكون أكثر من إله، فقد بين الله لنا أنه سيحدث الفساد المستشري، فقال الله تعالى: {لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [المؤمنون:٩١]، وقال: {لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سبيلا }