هل نحن كالجسد الواحد مع شيعة لبنان؟ اليكم هذه القصّة ولكم أن تتخيّلوا الموقف. منذ بداية الحرب على جنوب لبنان ونحن على تواصل شبه يومي، مع أحبّتنا هناك، فصرنا نطّلع يومياً على مأساة الناس، وكل يوم نستمع لقصّة أقوى من التي قبلها، وكلّها تدمي القلب. اليوم اتصلت بأحد أصدقائي وهو مدير مدرسة في بيروت، ومنذ بداية الحرب، سكن في مدرسته عشرات العوائل النازحة، اليوم كان حزين جداً مكسور، يريد أن يبكي، قلت له: ماذا حدث معك اليوم؟ قال: في مدرستي وجدت امرأة كبيرة السن، وهي أم لثلاثة شهداء، نازحة من جنوب لبنان، برفقة ابنتها الحامل، فسألتها اذا كانت تحتاج إلى شيء؟ قالت: أريد غطاء لابنتي فهي حامل ولا تتحمّل هذا البرد القارس، وغطاء واحد لا يكفيها، فتبقى حتى الصباح ترتجف. يقول صديقي: قسماً بالله تماسكت نفسي أمامها؛ خشية أن يروني أبكي. فسألت أمَّ الفتاة الحامل المتعبة عن سبب اصفرار وجه ابنتها؟ فقالت لي: نحن منذ أيام وطعامنا من المعلّبات وهي لا تشبع ولا فيها غذاء كامل، والحامل تحتاج إلى غذاء أكثر ومتنوّع. خرجت يا أبا لواء وأنا اجوب الشوارع، أبحث عن متبرّع، يتبرّع لي بغطاء لتلك الفتاة الحامل. يا شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، هل منكم من يقبل أمّه واخته ينامون في العراء، بلاء فراش ولا غطاء؟ المعترضين على تقديم الدعم، هل سيكون ضميركم مرتاح وأنتم تسمعون هذه القصّة؟
16/11/1954م ذكرى ولادة نخيل البصرة، مهندس المقاومة وجمال الشهداء. أبا مهدي: يا أبا المجاهدين ورفيقهم، لا أستطيع أن اكتب مبتهجاً بعيد ميلادك، ودماء شهدائنا في جنوب لبنان، مازالت تجري وكأنها أنهر جارية. كيف لنا أن نضع الورد الأبيض على قبرك، وقبر رفيقك وحبيب قلبك، حسن نصر الله مازال مخفياً بلا اسم وعنوان؟ لا نستطيع أن نشعل شموع ميلادك، وشموع أمهات الشهداء مازالت مشتعلة على قبور ابنائهن. 16/11 أو 3/1 لا يهم، المهم الحقيقي لنا هو تاريخ أخذ ثائرك. ذلك اليوم سيكتب بماء الذهب، وسيخلد ويحتفل به.
والله ما إن تنفرد مع صور السيد حسن وفيديوهاته، حتى تدمع عيناك وينكسر قلبك، حزناً على فراقه.
«صبراً على قضائك يا ربّ ، لا إله سواك يا غياث المستغيثين، مالي ربّ سواك ولا معبود غيرك، صبراً على حكمك، يا غياث مَن لا غياث له يا دائماً لا نفاد له، يا محيي الموتى، يا قائماً على كلّ نفس بما كسبت، احكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين»
الفلم يتحدث عن حرب تموز عام 2006م القصة حقيقية ينقلها الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني. الفلم 32 دقيقة وهو عبارة عن أربع روايات في الرواية الثالثة، يبقى الحاج قاسم سليماني والشهيد السيد حسن نصر الله بمفردهما في الضاحية الجنوبية منتظرين الشهيد الحاج عماد مغنية، تحت ظل شجرة حتى لا تكشفهما الطائرات المسيرة. الرؤية التي ينقلها الحاج قاسم في الرواية الرابعة ولم يذكر فيها اسم صاحب الرؤية انذاك بسبب وضع القائد الأمني، صاحب الرؤية هو الشهيد الحاج فؤاد شكر.