شهدنا أنهم قد جاهَدوا صَيفًا وشِتاءً، في عِزِّ الصقيعِ، وتحتَ وهجِ الشمس، في أيامِ الفطرِ، وأيامِ الصيامِ، في الأشهُرِ الحُرُمِ، وغيرِها.. جَاهَدوا فوقَ الأرضِ وتحتها، علی اليابسةِ، وفي البِحار، في وسط الشوارعِ، وبينَ الرُّكام. إن كانَ منهُم عِشرونَ صَابرونَ؛ فإنهم يغلِبوا مائتَين، وإن كانَ منهُم ألفٌ يغلِبوا ألفَين بإذنِكَ، فمُجاهِدٌ منهُم بمقامِ كتيبةٍ من كتائِبهم..
ورأَينا أنهُم أُخرِجُوا من دِيارهِم، وأُوذُوا في سبيلِكَ، وقَاتَلوا، وقُتِلوا، فما وهَنوا لِما أصَابهُم، وما ضعُفوا، وما استكَانوا، فانصُرهم يا ربَّنا نصرًا عزِيزًا، وافتح لهُم ولنا فتحًا مُبينًا.
إذا التبسَ عليكَ الحقُّ والباطلُ في زمنٍ من الأزمان، فانظُرْ أين هم أهل الثُّغور والجهاد، فإنَّ الحقَّ عندهم! يقولُ الله تعالى : "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" 💚
حينما تَشتدُّ لَيالي الحُزْنِ على قَلبي، أَبحثُ في عَتَمَةِ اللَّيْلِ عن بَقايا ضَوْءٍ يُعيدُني إلى الحَياةِ، فأَجِدُ في بَريقِ الذِّكْرَياتِ العَطِرَة، طَيْفَ أَمَلٍ يَسْتَرِقُّني من اليَأْسِ إلى عِزِّ النَّجاةِ، وأَسْتَمِدُّ من خَفَقاتِ الإيمانِ دَافِعَاً يَشُقُّ سَبيلَ المُسْتَحيلِ، لِأُعيدَ نَبضَ الحَياةِ.