قال الله تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ﴾ ﴿ذَلِكَ﴾ الضمير يعود على أيش؟
على حال هذه الفتية؛
خروجهم من قومهم،
وإيواؤهم إلى هذا الغار،
وتيسير الله عز وجل لهم غارًا مناسبًا تمامًا لا شك أنه من آيات الله الدالة على حكمته ورحمته عز وجل،
هل نعتبر هذا كرامة؟
الجواب: نعم، نعتبره كرامة ولا شك.
﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾
اللهم اهدنا، وأعذنا من الضلال.
﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ﴾ هذه (مَن) الشرطية، والدليل على أنها شرطية حذف الياء من يهدي، والجواب: ﴿فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾.وقوله: ﴿فَهُوَ الْمُهْتَدِ﴾ أصلها (المهتدي) بالياء، لكن حُذفت الياء تخفيفًا، كما حُذفت في قوله تعالى: ﴿الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [الرعد ٩].
﴿وَمَنْ يُضْلِلْ﴾ أي: يُقَدِّر أن يكون ضالًّا.﴿فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ أي: من يتولّاه ويرشده إلى الصواب،
وفي هذا الخبر من الله عز وجل تنبيه على أننا لا نسأل الهداية إلا من الله عز وجل، وأننا لا نجزع إذا رأينا من هو ضال؛ لأن الإضلال بيد من؟بيد الله عز وجل،
فنحن نؤمن بالقدر، ولا نسخط الإضلال الواقع من الله، لكن يجب علينا أن نُرشد هؤلاء الضالين، فهنا شرط وقَدر، القَدر يجب عليك أن ترضى به على كل حال، والمقدور فيه تفصيل؛
المشروع يجب عليك أن ترضى به بكل حال، فنحن نرضى حيث إن الله تعالى جعل الناس على قسمين: مهتدٍ وضالّ، ولكن يجب علينا مع ذلك أن نسعى في هداية الخلق.
(تفسير ابن عثيمين — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ))