# عندما كنا صغاراً، كنا نحكي عن الأعياد بحماسة، وكان العيد بالنسبة لنا يشبه البحر .. شيء كبير للغاية، يحبه الصغار .. نتخيّل العيد ونحن نلبس ثياباً جديدة، بقميص أحلى من قميص الأولاد، بشعر مسرّح بعيد عن صباحات المدرسة .. نتخيله حين تصلح أمهاتنا معمول العيد، وتجهز لنا الثياب بِليلة العيد و تقول لنا ناموا بحيناً لكي نصحوا فجراً بنشاط وحيوية وبعدها تنتقي لنا ألوان الثياب ومايناسبه ،ثم نحدد الأماكن التي سنزورها، وتعلمنا الحرص على أن لا نفتح حقاءبنا أمام الغرباء حتى لا نعطي سر العيدية للأولاد،كان يخفق قلب واحدنا حين يناديه أحد ويقول: " تعال خذ العيدية"
كنت أخبىء الضحكة لأن أمي تقول دائماً : "عيب ناخذ فلوساً من العالم" إلا أنه الجزء المفضل لدينا من العيد ..كنا نستيقظ قبل الديك، بدون تعب، وبنشاط لا يشبه أوقات الدوام،إن الشيء الوحيد الذي يشعرنا بالذنب هو اتّساخ حذائنا ظهراً وقبل أن ينتهي اليوم ..
نبدأ يومنا بتكبيرات العيد التي تحملنا بِطاقة المحبة والفرح صباحاً .. وكان بتلك الأيام لا تشغلنا أحاديث الكبار ولا مشاكلهم، مضطرين أن نلقى استحسان والدينا فقط لِيكون هناك يوماً إضافياً من اللعب خارجاً ..
كان العالم مكاناً جميلاً، مليئ بالضحكات ليناً على أفئدتنا،وكان أسوأ ما يحدث لنا، هو أن يطير شالاً جديداً من حبل الغسيل في الجو العاصف .. وأن يتلصّص أحد على دفتر ذكرياتنا ..
وأشياء لايعرف عنها الكبار .. ألا ليت الزمن يعود لنا يوماً ما ونعيد أيام طفولتنا .. 🥹❤🩹
#مشاركـــة