View in Telegram
Forwarded from عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ
رحمك الله يا أبا بكر ، كُنت أنيس الأمة وليس لرسول الله فقط!
رحمك الله يا أبا بكر فقد كان حذاءك تاج للمسلمين..
رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنيسه ومستراحه وثقته وموضع سره ومشاورته.
كنت أول القوم إسلامًا وأخلصهم يقينًا، وأشدهم لله يقينًا، وأخوفهم له، وأعظمهم غناء في دين الله عز وجل، وأحوطهم على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأحدبهم على الإسلام.
رحمك الله كنت أحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب، وأفضلهم سوابق، وأرفعهم عنده، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن رسول الله وعن الإسلام أفضل الجزاء.
رحمك الله يا أبا بكر صدَّقت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين كذبه الناس، وكنت عنده بمنزلة السمع والبصر، سماك الله في تنزيله صديقًا فقال :
{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}
واسيته حين بخلوا، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم الصحبة، ثاني اثنين صاحبه في الغار، والمنزل عليه السكينة، ورفيقه في الهجرة، وخليفته في دين الله وأمته، أحسن الخلافة حين ارتدوا، فقمت بالأمر ما لم يقم به خليفة نبي، ونهضت حين وهن أصحابه، وبرزت حين استكانوا، وقويت حين ضعفوا، ولزمت منهاج رسول الله إذ وهنوا، وكنت كما قال رسول الله: ضعيفًا في بدنك قويًّا في أمر الله تعالى.
رحمك الله يا أبا بكر كنت متواضعًا في نفسك، عظيمًا عند الله تعالى، جليلاً في أعين الناس، كبيرًا في أنفسهم، لم يكن لأحدهم فيك مغمز ولا لقائل فيك مهمز، ولا لمخلوق عندك هوادة.
رحمك الله يا أبا بكر كان الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ بحقه، القريب والبعيد عنك في ذاك سواء، وأقرب الناس عندك أطوعهم لله عز وجل وأتقاهم.
رحمك الله كان شأنك الحق والصدق والرفق، قولك حكم وحتم، وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم.
اعتدل بك الدين، وقوي بك الإيمان، وظهر أمر الله، فسبقت -والله- سبقًا بعيدًا وأتعبت من بعدك إتعابًا شديدًا، وفزت بالخير فوزًا مبينًا، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله عز وجل قضاءه، وسلمنا له أمره.
والله لن يصاب المسلمين بعد رسول الله بمثلك أبدًا، كنت للدين عزًا وحرزًا وكهفًا، فألحقك الله عز وجل بنبيك محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك".
Telegram Center
Channel