سأحبّ كثيراً أن أعترف لكَ وحدكَ بأنّني لستُ مُتعَبة من غيابَك ، أنّي لستُ حزينة ، لأنّي تخلّصت منكَ ومن كلّ الأمور المُرهقة التي تستدعي حُزني ، لكنّي سأفتقد لهذا التعب المُتَمركز على كتفي طوال هذه الأعوام بسببك ، كنتُ أمشي مستضيئةً بكَ في العتمة ، لكنّكَ تركتني وحيدة ، بلا ضوء ، تنطفئ الأضواء في كل خطوةٍ أخطوها ، لكِن في مسيرتي رأيتُ شمساً من بعيد ، دفعتني ليأتيَ وقتُ أن أترُكُكَ ورائي تحتضنَ ظلّيَ المُغادِر ولا يُغطيكَ الظلام ، لا بأسَ في الوحشة التي تقضمني وأنا أهديكَ للحياة بِلا مقابل ، الأهمّ أن أتركك في آخر السّطر بِلا نُقطة ، كـَ يتيماً دونَ مأوى ، كَـ عارياً في جبلِ جليد ، حزيناً وحيداً كما أريد .