View in Telegram
دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين (ع) في نفرٍ من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل الحارث يتأوّد في مشيته ، ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضاً ، فأقبل عليه أمير المؤمنين وكانت له منه منزلة ، فقال : كيف تجدك يا حارث ؟.. قال : نال الدهر منّي يا أمير المؤمنين !.. وزادني - أو زاد - غليلا اختصام أصحابك ببابك ، إلى أن قال : وفيمَ خصومتهم ؟.. قال : في شأنك والثلاثة من قبلك ، فمن مفرطٍ غالٍ ، ومقتصدٍ تالٍ ، ومن متردّدٍ مرتابٍ لا يدري أيقدم أم يحجم ؟. قال : بحسبك يا أخا همدان ، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي ، فقال له الحارث : لو كشفت فداك أبي وأمّي الريب عن قلوبنا !.. وجعلتنا في ذلك على بصيرةٍ من أمرنا ، قال : قدك!.. ( أي حسبك ).. فإنّك امرءٌ ملبوسٌ عليه ، إنّ دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحقّ ، فاعرف الحقّ تعرف أهله . يا حارث !.. إنّ الحق أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ، وبالحقّ أخبرك فأعرني سمعك ، ثمّ خبّرْ به مَن كانت له حصافةٌ من أصحابك . ألاّ إنّي عبد الله وأخو رسول الله وصدّيقه الأكبر ، صدّقته وآدم وبين الروح والجسد ، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أُمّتكم حقّاً ، فنحن الأوّلون ونحن الآخرون ، ألا وإنّي خاصّته يا حارث !.. وصنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه ، أُوتيت فهم الكتاب ، وفصل الخطاب ، وعلم القرآن ، واستُودعتُ ألف مفتاحٍ يفتح كلّ مفتاحٍ ألف بابٍ ، يُفضي كلّ بابٍ إلى ألف ألف عهدٍ ، وأُيدت - أو قال : أُمددت - بليلة القدر نفلاً ، وإنّ ذلك ليجري لي وللمستحفظين من ذرّيتي كما يجري الليل والنهار حتّى يرث الله الأرض ومَن عليها .. وأُبشرك يا حارث !.. لَيعرفني وليّي وعدوّي في مواطن شتّى : لَيعرفني عند الممات ، وعند الصراط ، وعند الحوض ، وعند المقاسمة ، قال الحارث : وما المقاسمة يا مولاي ؟!.. قال : مقاسمة النار ، أُقاسمها قسمةً صحاحا ، أقول : هذا وليّي فاتركيه ، وهذا عدوّي فخذيه . ثم أخذ أمير المؤمنين علي (ع) بيد الحارث ، فقال : يا حارث !.. أخذتُ بيدك كما أخذ رسول الله (ص) بيديّ ، فقال لي - وقد اشتكيت إليه حسد قريش والمنافقين - : إنّه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبلٍ أو بحجزة - يعني عصمة من ذي العرش تعالى - وأخذتَ أنت يا عليّ بحجزتي ، وأخذتْ ذرّيتك بحجزتك ، وأخذتْ شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله عزّ وجلّ بنبيّه ؟.. وماذا يصنع نبيّه بوصيّه ؟.. خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة ، أنت مع مَن أحببت ، ولك ما اكتسبت - قالها ثلاثاً - فقال الحارث وقام يجرّ رداءه جذلاً : ما أُبالي وربّي بعد هذا ، متى لقيت الموت أو لقيني .. المصدر بشارة المصطفى ص 4 دخيلك يا علي مدد خادمك
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Love Center - Dating, Friends & Matches, NY, LA, Dubai, Global
Find friends or serious relationships easily