في جملة من حقوق العالم
عن سليمان بن جعفر الجعفري، عمن ذكره، عن ابي عبد الله عليه السلام قال كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن من حق العالم أن لا يكثر عليه السؤال، ولا تأخذ بثوبه وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعاً، وخصه بالتحية واجلس بين يديه، ولا تجلس خلفه، ولا تغمز بعينك، ولا تشر بيدك، ولا تكثر من القول قال فلان: وقال فلان خلافاً لقوله: ولا تضجر بطول صحبته، فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها متى تسقط عليك منها شيء، وإن العالم أعظم أجراءً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله(47).
عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام قال: من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تسبقه في الجواب، ولا تلح إذا أعرض ولا تأخذ بثوبه إذا كسل، ولا تشر إليك بيدك، ولا تغمز بعينك ولا تساره في مجلسه ولا تطلب عوراته وأن لا تقول قال فلان خلاف قولك، ولا تفشي له سراً ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تحفظ له شاهداً وغائباً، وأن تعم القوم بالسلام وتخصه بالتحية، وتجلس بين يديه، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته، ولا تمل من طول صحبته، فإنما هو مثل النخلة فانتظر متى تسقط عليك منه منفعته، والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالـــم انثلم في الإســـلام ثلمة لا تسد إلى يوم القيامة، وإن طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك من مقربي السماء(48)