إن الذي رزقك من غير مسألة، قادر على أن يرزقك وأنت تسأله، لكنه يعطي لحكمة ويمنع لحكمة، فقد يكون في إجابة طلبك هلاكك، وفي منعه سلامتك؛ فالله يعلم وأنت لا تعلم، ولذلك ختم الله الآية بقوله: "إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" .
فاجعل سؤالك عبادة، وأملك رجاء، وكن شاكراً لعطائه، راضياً بمنعه، وأبشر بالطمأنينة والقناعة وهل يراد في الحياة أعظم من هاتين؟
ثم عش في هذه الحياة وأنت موقن باثنتين في شأن الرزق: أن رزقك لن يأكله أحد غيرك، وأنك لن تموت قبل أن تأكل رزقك كله.
فلا تنغص على نفسك بهم طلب الرزق، وابذل السبب، لكن إياك أن تُفسد على نفسك المتعة بما وصلك من رزق؛ لأنك كنت تريد أكثر منه، فتفوت على نفسك شكر ما وصلك، وتقع في عدم الرضا بما قسم لك، وتُفسد على نفسك الطمأنينة برزق قد تكفل الله لك به، فتكدر على نفسك بهم رزق يوم غد وبعده، وقد لا تدرك بقية يومك هذا.
#كتاب برد الطمأنينة